بوزنيقة عاشت ليلة استثنائية أمس.المناسبة رحيل أحمد الزايدي في حادث مؤلم و الإخوان في الحزب و الأصدقاء و الصديقات و الأسرة الصغيرة و الكبيرة و زملاء و زميلات المهنة يجتمعون مرة أخرى في ما يسمى عشاء تأبين..المغاربة يسمون اللقاء أيضا عشاء 3 أيام. الخيمة التي نصبت في باب الدار استقبلت ضيوفا و زوارا و معزين من كل الأصناف ..وزراء و سياسيون و رجال دولة كبار إلى جانب سكان المدينة من البسطاء و عامة الناس و الفلاحين الصغار .. المقام تجاوز البروتوكولات و الجميع سواسية أمام الموت .. صورة بورتريه الفقيد أحمد الزايدي كانت تستقبل الزوار في باب الخيمة و كان عبد العالي دومو و سعيد الزايدي الابن و جمال أغماني و مناضلون آخرون في الاستقبال.في لافتة معلقة تقرأ " هنيئا لأخينا الزايدي على الشهادة". نخبة سياسية و إعلامية من كل الأطياف و الأجيال حضرت. إدريس لشكرغاب.غياب الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي في لقاء من هذا القبيل سؤال طرح و ظل معلقا .كيف يحضر عبد الرحمان اليوسفي و الراضي و اليازغي و الحليمي و الكحص و فتح الله و لعلو و قياديون و ووجوه الحزب الآخرون و لم يحضر الكاتب الأول.؟ الغائب حجته معه يقول المغاربة. سلطة الحاضر الغائب حمالة أوجه.. رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران و فريق كبير من قياديي الحزب و وزراءه حضروا . سعاد الزايدي ابنة الراحل ألقت كلمة دعاء في حق والدها..كانت متأثرة و كادت تجهش بالبكاء و هي تقرأ.لقد بكت فعلا و هي تختم الدعاء. عبد العالي دومو قال كلمة جامعة مانعة مقتضبة تحمل معاني الرثاء و الوفاء و الحب لرجل صديق عاشره و مات دون سابق إنذار..كأنه يكرر مع درويش ذهب الذين تحبهم ذهبوا.. دومو بالجلابة الرسمية فال إن الراحل كان رجل الحوار و الإنصات و العقل .الحاضرون أنصتوا أيضا للرسالة الملكية و قرأها سعيد الزايدي الابن. قرأ المنشدون سورة يوسف و سورا أخرى و الفاتحة و الدعاء و نهضوا واقفين يتلون: قوموا قوموا تمدحوا لله يا العاشقين في رسول الله…هاذي ساعة من ساعات الله .. كثير من الذين حضروا العشاء قالوا أن وفاة الزايدي ستبقى محطة مرور دالة و مهمة في تاريخ الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.الموت حياة أخرى للذاكرة .الموت حقيقتنا الأولى.