شكل مرور المبعوث الأممي كريستوفر روس أمام مجلس الأمن نكسة كبيرة لأنصار البوليساريو بالداخل و الذين خابت توقعاتهم من مضمون احاطة روس لمجلس الامن و التي جاءت عكس ما كان منتظرا منهم بحيث كانوا التوقع السائد وسطهم هو اتجاه روس إلى ادانة المغرب و رد صفعة سحب الثقة منه عبر تعزيز ما ورد في تقريره شهر أبريل الماضي و نقل صورة حقوق الانسان بشكل يقنع أعضاء مجلس بتبني توصية توسع بمقتضاها مهام المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان و التقرير عنها. فبعد الحملات الدعائية الكبيرة التي باشروها في أوساط المواطنين عبر وسائل الاعلام الموالية لهم و مواقع الانترنت و صفحات التواصل الاجتماعي من أجل التظاهر في الشارع العام تزامنا مع زيارة روس لمدينة العيون و إيهام العالم أن الصحراويين يرفضون التواجد المغربي بالمنطقة وإقناع الوسيط الأممي بمزاعم الانتهاكات و تدعيم مطالبهم بتوسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الانسان.
صفعة روس لبوليساريو الداخل جسدها أولا رفضه التعليق أو التأكيد على أسئلة الصحفيين المعتمدين لدى الأممالمتحدة حينما سأله أحدهم عن ما إذا كان قد عاين انتهاكات أثناء تواجده بالمنطقة و أجاب أنه لم يرى شيئا و أنه غير مخول لتأكيد أو نفي بعض التقارير التي تتحدث عن قضايا مرتبطة بحقوق الانسان وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن و الهيئات الأممية المختصة هي المعنية و المؤهلة لدراسة مسألة حقوق الانسان و ليس هو باعتباره مكلف بمهمة سياسية تتمحور حول تسهيل مسار التفاوض بين الأطراف من أجل التوصل لحل سياسي للقضية .
الألماني وولفغانغ فايسبورد أيضا خيب أنصار بوليساريو الداخل و داعميهم عندما أكد أمام مجلس الأمن أن بعثة المينورسو التي يرأسها في المنطقة تمارس مهامها بطريقة عادية وأنها لا تواجد أية قيود أو عوائق أمام حرية تنقل فرقها في المنطقية . وبذلك يكون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء قد انتصر لموقف المغرب عندما سحب ثقته من روس لما قدم مسودة تقرير مغلوط اتهم فيه بصيغة غير مباشرة بعرقلة عمل المينورسو ووضع حواجز أمام حرية عملها والتجسس على اتصالاتها .