تؤكد مصادر متطابقة أن مجلس الأمن سيعقد يوم 8 نونبر اجتماعا خاصا بقضية الصحراء، بحضور المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس، المتوقع أن يقدم تقريرا حول تطور المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة والتي لم تحرز أي تقدم منذ إطلاقها سنة 2007 ، بالإضافة إلى الممثل الشخصي وولفغانغ فيبر المتوقع أن يقدم، أيضا، تقريرا حول نشاط بعثة المينورسو. ذات المصادر تؤكد، أيضا، أن روس سيقوم بعد هذا الاجتماع في تاريخ غير محدد بزيارة إلى المنطقة، والتي يفترض أن تقوده إلى المغرب، بالإضافة إلى تندوف والجزائر. ويأتي اجتماع مجلس الأمن وما سيتلوه من زياره لروس في ظل تطورات متلاحقة بدأت بإعلان المغرب رسميا سحب ثقته من روس الذي اعتبر أنه تجاوز مبدأ الحياد في تعامله مع الملف، وانتهاء بإصرار الأمين لعام الأممي على الاحتفاظ بمبعوثه الشخصي لكن بدون تعديل في بنود وساطة الأممالمتحدة التي تهدف إلى الدفع في اتجاه حل سياسي مقبول من الطرفين، كما جاء خلال مكالمة بين جلالة الملك والأمين العام الأممي، وهو ما اعتبرته الرباط استبعاد أي تفويض للمينورسو يتعلق بمراقبة حقوق الإنسان.. غير أن الملاحظ أن المغرب إلى حدود الساعة لم يوضح رسميا، هل تراجع عن سحب الثقة من روس كما أعلن عن ذلك سابقا، وكيف سيتعامل مع مبعوث شخصي سبق أن أعلن أن لا ثقة له فيه، وهو موقف يزيد من غموض المهمة التي ينوي روس القيام بها في الأسابيع القادمة ويطرح تساؤلات حقيقية حول إمكانية نجاحها وفيما يتواصل الغموض حول الموقف الرسمي للرباط من هذه التطورات، يلاحظ أن أصدقاء المغرب، باسثتناء فرنسا، لم يساندوا «معركته» مع كريستوفر روس، فقد أعلنت واشنطن أنها تساند المبعوث الشخصي إلى الصحراء، الأمريكي الجنسية، كما أن إسبانيا، وقبل أيام قليلة من انعقاد القمة العاشرة مع المغرب، أول أمس بالرباط، وعلى هامش الدورة 67 للجمعية العامة نهاية الشهر الماضي، أعلنت دعمها لكريستوفر روس، سياسيا وماديا، وذلك خلال لقاء تم بين روس ووزير خارجية إسبانيا غارسيا مارغايو، الذي صرح أن « مدريد تؤيد مساعي كريستوفر روس لتحريك الملف للتقدم في المفاوضات بين المغرب والبوليساريو .» وتؤكد كل هذه المعطيات أن المغرب الذي لم ينجح في إقناع أصدقائه أو الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة تغيير مبعوث الشخصي بآخر يحظى بثقة الرباط، كما فعلت الجزائر عندما ضغطت بشدة لتغيير المبعوث الشخصي السابق فان فالسوم، سيجد نفسه يتعامل مع نفس الشخص في الأسابيع القادمة، معولا على أن يلتزم هذا الأخير بالضمانات التي قدمها بان كيمون بعدم تجاوز قرارات الأممالمتحدة فيما يتعلق بالحل السياسي المتوافق عليه ودور بعثة المينورسو، لكن السؤال الذي سيطرح بقوة هو ماذا لو أن روس واصل نفس السياسة ، وتمسك بنفس المواقف في التقرير الذي سيقدمه في نونبر القادم، والتي دفعت الرباط في السابق إلى سحب ثقتها منه ؟ وأي موقف ستتخذه إزاء ذلك .