إن الضجة التي خلقها جلباب السيدة حرم رئيس الحكومة ،والتي أسالت مداد كلاڤيات عدد كبير من الكائنات الفيسبوكية بل جرائد وطنية ،ليست فقط فرقعة المقصود منها السخرية والتهكم وتصفية حسابات معينة مع ابن كيران وتياره السياسي . بل إن الأمر يدل على حالة من الصدمة وتكسير لتلك الصورة النمطية التي ترسخت في وعي الإنسان المغربي والتي إمتدت على سنوات طويلة ، منذ الإستقلال إلى يومنا هذا ، للمرأة السياسية والديبلوماسية المغربية. تلك الصورة التي كانت تهيمن عليها وجوه منمطة لسيدات غير متحجبات ومرتديات لزي إفرنجي والمنتميات إلى طبقات إجتماعية وعائلات مغربية معروفة.
إن حضور ابن كيران رفقة زوجته "المجلببة" (بالمناسبة هاته نقطة تحسب للرجل ،فلم يسبق لوزير أول مغربي أن مثل المغرب رفقة عقيلته ) في حضرة رئيس أقوى دولة في العالم ،وبتلك الهيئة التقليدية المغربية ،قد فاجئت الجميع ،سواء المرحبين أو المعارضين للخطوة،فكأنهم قد شاهدوا أمي الشعيبية الطيابة أو خالتي مينة بائعة السجائر تقف جنبا إلى جنب مع ميشيل أوباما.
إن حالة الإندهاش والصدمة التي خلفتها صورة السيدة نبيلة ، تكشف عن مركب النقص الذي يعانيه المغربي تجاه الإنسان الغربي ، فلكي ترتقي إلى مستواه ،ينبغي أن تتبنى كل الرموز واللغة والأساليب بل حتى طريقة اللباس التي ينتجها هذا الأخر المتفوق !
نبيلة والتي يبدو أن جلبابها قد أخفى عن بعضهم ماتحمله المرأة من رصيد معرفي ،ليست عاملة في حقل طماطم ولا نقاشة حناء. السيدة تلقت بعضا من تعليمها في ليسي ديكارت بحي الطائرات ، وأتقنت العزف على البيانو والرقص الكلاسيكي والفلامينغو وهي في عمر الزهور ،كانت ورما لازال تعشق عزف الراحل الكبير "باكو دي ليسيا" ، نبيلة الطفلة والشابة العاشقة للتنورات القصيرة ، كانت تتقن لغة موليير و دي سرفانتس سافيدرا أكثر من إتقانها للغة إمرؤ القيس. نبيلة تعشق ألفريد دو فيني وأشعار المتمرد على الأخلاق والعادات، وصاحب "أزهار الشر" أرثر رامبو. مستقبلا فتشوا جيدا أسفل الجلباب..قد تجدون أشياء جميلة! وكل جلباب وأنتم بخير..