بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. الشعيبية.. الفن موهبة من الله 1/2 الحلقة الحادية عشرة لوحات الشعيبية هي أشهر من أن تعرف، واسمها اليوم أصبح عالميا بفضل معارضها العديدة، التي شاركت فيها خارج بلادها. ومن المجموعات الخاصة التي جمعتها بين 1972 و1982 بيعت لوحتان بالمزاد العلني في فندق دروو في باريس،( لا توجد في هذا الإبان أي قاعة للمزاد العلني يالمغرب)، وانتقل حضورها في العالم عبر مجموعات الدول الرسمية، ومنها فرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيطاليا، وتونس، ولبنان، ومصر، والهند، وكندا، وإسبانيا، وسويسرا، وهولندا وبلجيكا، واليابان، وأستراليا، ونيوزيلندا. وكذلك شاركت في عدد من المعارض الرسمية من 1966 إلى1987، خصوصا في 1977 في بينال الرباط العربي الثاني، ثم في معرض ماي في متحف الفن الحديث في باريس، وفي القصر الكبير بباريس في العام 1981. من خلال هذه المعارض نقلت الشعيبية إلى الذين يجهلونها أحد التيارات المعاصرة في الرسم المغربي، معرّفة العالم بوجود مدرسة رسم مغربية متميزة. تمتاز لوحات الشعيبية دائما بالسعادة وحب الحياة، التي تميز شخصية هذه الرسامة بالذات، فهي تعشق الألوان وتسعى دائما إلى تجسيد الفرح على الأرض عبر ريشتها. الألوان والفرح سؤالنا الأول: كيف وصلت إلى الرسم ولماذا انتهجت هذا الاتجاه؟ من طبعي أعشق الألوان والفرح والحياة أيضا. وفي لوحاتي أحاول نقل كل أحاسيس الحياة، لحمل الفرح إلى قلوب الذين يشاهدونها. وفي رأيي أن كل لوحة يجب أن تكون مصدر صفاء للعينين، وتلعب دورا في انتزاع القلق من النفوس لإحلال السعادة محلها. كما الأزهار تجلب الفرح إلى المنزل هكذا اللوحات. في أي عمر بدأت الرسم؟ بدأت الرسم في الخامسة والعشرين لمجرد التسلية. وعندما مر بيير غودبير في الدارالبيضاء، شاهد ما أرسم وبدأ يشجعني على الاستمرار. يومها قال لي بيير للمرة الأولى:" أنت رسامة يا الشعيبية". لكن ما كان يقف حقا وراء احترافي الرسم هو حلم عشته ذات ليلة. إذ شاهدت سماء زرقاء وأصواتا من حولي تقول "اكملي يا الشعيبية"، إن الرسم هو الطريق الذي يجب أن تسلكيه، وسلكته، وبالطبع كان للتربية دور كبير في ذلك. إذ توجهت على هذا الفن وأنا طفلة. في تلك الفترة كنا نسكن على شاطئ البحر، وكنت ألعب بالرمال والأزهار وأصنع بيوتا وعقودا. لم أدخل أي مدرسة للفنون الجميلة. موهبتي هي من الله.