ماذا لو ضاع بنكيران ماذا لو خرج من البيت ولم يعد ماذا لو حرمنا منه الكل في ليلة القدر كان يبحث عن رئيس الحكومة في المسجد بحث عنه الملك، والعسكر، والحراس الشخصيون، والوزراء، ولم يجدوه في ليلة القدر الليلة التي هي خير من ألف شهر والليلة التي أمر فيها الله جبريل بإنزال القرآن الذي كان مكتوبا في اللوح المحفوظ اختفى بنكيران وكما ظهر اختفى في هذه اللية المباركة رأينا شخصا يتحدث إلى الملك ويقول له لقد اختفى بنكيران ورأينا الجميع يبحثون عنه بين الصفوف وفي كل مكان حتى بان من جديد خرج من حيث لا يدري أحد ووقف في الصف الأمامي لا بد أنها معجزة في هذه الليلة المباركة، وإلا لما اختفى رئيس الحكومة وذاب ولم يعد موجودا، وحير رجال البروتوكول والأمن والمصلين. لكنك لا تعرف حقيقة أنك تحب شخصا إلا إذا اختفى ولا تقدر قيمته الحقيقية إلا إذا كان بعيدا عنك ولا أحد يعلم أين كان رئيس الحكومة لا أحد بمقدوره أن يجزم وهل صعد إلى السماء في ليلة القدر هل أصابه التعب وهل فر من المغاربة هل فقد الأمل وهرب من المسؤولية وهل ذهب إلى حال سبيله كما أخبرنا ذات يوم أن سيفعل وهل التقى بأفتاتي في مدينة وجده وأطعمه طعاما ثقيلا فتغيب عن الصلاة هل زار النهاري في البيت وأخذهما الحديث بعيدا ونسي الموعد والأكيد أن الجميع كان منزعجا من غيابه والكل كان يسأل والكل كان خائفا ومشوشا الملك والوزراء والأمن والمشاهدون في التلفزيون كلنا وضعنا أيدينا على قلوبنا وطلبنا من الله في ليلة القدر أن يعيد إلينا رئيس الحكومة وخفنا أن يكون وقع له مكروه أو سرقه منا أحد فليس سهلا أن تحصل على رئيس حكومة مثله ليس سهلا أبدا أن نجد من يعوض بنكيران رغم المظاهر ورغم كل ما نقول عنه فقد تعودنا عليه ووجوده ممتع ومسل في ساعة الجد والهزل تجده متألقا وضامنا للاستقرار وملكيا أكثر من الملك فماذا نريد أكثر من ذلك ماذا نريد من بنكيران إلا أن يضمن استقرارنا ولولاه لاهتز المغرب وحصلت الثورات وهاج المغاربة ومات الناس وأزهقت الأرواح و أحرق الزرع وجف الضرع ولهذا كان الملك والأمن ورجال البروتوكول والمصلون والوزراء والسفراء والسادة المشاهدون والنساء والأطفال وخادمات البيوت وبسيمة حقاوي وشبيبة العدالة والتنمية والإصلاح والتوحيد والشعب المغربي قاطبة مشوشين وكانوا يسألون عن بنكيران وكان الجميع يبحث عنه أين اختفى أين هو بنكيران هل تحت السجاد هل تحت فردات البلغات وفي كل مكان كانوا يبحثون عنه فبنكيران لا يعوض وضروري وممتع وضامن للاستقرار وقد غاب للحظات فقط فكادت قلوبنا تتوقف عن النبض إلى أن ظهر مبتسما خفرا معتذرا مهرولا فعادت الروح إلى المغاربة وعم الفرح الناس في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وتفتح فيها أبواب السماء وقد ادعى بعض من كان بالقرب من المسجد أنهم شاهدوه وهو ينزل من السماء ويحط بالقرب منهم ويلج الجامع على عجلة من أمره والله أعلم.