بعزم وشغف وإرادة صلبة، تبرز مريم المنور كنموذج للمرأة المغربية التي تحدت الأعراف المجتمعية وانخرطت في قطاع تثمين منتوجات الصيد البحري، وهو مجال يحتكره الرجال تقليديا. وبعدما حصلت على شهادة البكالوريا بمدينة الداخلة، تابعت المنور دراستها العليا بمراكش، حيث توجت مسارها الجامعي بالحصول على شهادة الماستر في مجال التسويق. بعد ذلك، عادت المنور إلى مدينة الداخلة من أجل إجراء تداريب نهاية الدراسة في وحدات تجميد الأسماك، وهو قطاع واعد جذبها على الفور. وقالت، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، "بدأت مسيرتي المهنية سنة 1999 وأصبحت أول امرأة تقتحم قطاع تصبير وتحويل الأسماك في جهة الداخلة – وادي الذهب". وأضافت "البدايات ليست دائما مليئة بالورود"، مؤكدة أنها شمرت على سواعدها لتكون قادرة على تحقيق مسار ناجح في هذا المجال، الذي يهيمن عليه العنصر الذكوري منذ فترة طويلة. وبصفتها مالكة ومسيرة لوحدة تختص بتجميد الأسماك في الداخلة، نجحت المنور في إدارة أنشطة مقاولتها ببراعة، ومواجهة مختلف التحديات المرتبطة بهذا القطاع الصناعي. وفي معرض إشارتها إلى تخليد اليوم العالمي للمرأة (08 مارس)، أبرزت المنور أن هذا الموعد يمثل فرصة مثالية للإشادة بإنجازات المرأة المغربية والاعتراف بالدور الريادي الذي تضطلع به في تنمية المجتمع. وبالنسبة لهذه الشابة الأم لطفلين، فإن العمل الجاد والثقة في النفس والشغف والإرادة القوية تعد مفاتيح رئيسية للنجاح على الصعيدين المهني والشخصي. وفي هذا الصدد، دعت المنور النساء اللائي يرغبن في التطور والنجاح في مسارهن المهني إلى إبداء مزيد من العزم والحماس والاستمتاع بممارسة أنشطتهن اليومية، دون إهمال للجوانب الاجتماعية والأسرية التي تشكل أيضا، مصدر تحفيز للمضي قدما. وأضافت المنور، التي أثبت مسارها الاستثنائي أن النساء بإمكانهن أيضا، امتهان صناعة الأسماك، "أنصح المرأة المغربية بالمضي حتى النهاية والمثابرة من أجل تحقيق أحلامها وبلوغ أهدافها".