مثابرة، خلوقة، متواضعة، بصمت إسمها بمجال الفيزياء النوويية في الوقت الذي كان هذا المجال يحتكره الرجال فقط، مسيرتها حافلة بالعطاء لأزيد من أربعة عقود، فقد حصلت على المرتبة الأولى على صعيد الباحثين العرب وإفريقيا، وفق مؤشر "ألبير دوجر العلمي" لعام 2023، الذي ينتقي المئتين الأفضل على مستوى العالم. ولدت الدكتورة الباحثة رجاء الشرقاوي المرسلي، بمدينة سلا عام 1954، وبعد حصولها على شهادة الباكالوريا في علوم الرياضيات بثانوية «ديكارت» بالرباط، تابعت دراستها الجامعية تخصص علوم الفيزياء بجامعة "جوزيف فوريي" بمدينة "غرونوبل" بفرنسا. إخترنا في اليوم العالمي للمرأة أن نسلط الضوء على النساء اللواتي لهن مسار حافل من العطاء، وخير تمثيل لهؤلاء النساء الباحثة رجاء الشرقاوي المرسلي، التي جمعنا بها حوار حول مسارها المهني. بداية أستاذة، هل فكرة التخصص في مجال الفيزياء، كان حلم الطفولة أم مجرد صدفة؟. اختياري لشعبة الفيزياء كان صدفة، كنت سأختص في مادة الرياضيات بحكم تفوقي في هذه المادة. ولا أنكر أن الأساتذة الذين قاموا بتدريس مادة الفيزياء من أحسن الأساتذة وبفضلهم أحببت مادة الفيزياء والرياضيات، ومن هذا المنبر أؤكد أن الأستاذ يلعب دور كبير في تحبيب التلميذ للمادة حتى لو كانت صعبة. هل كنت تدركين قدراتك في مجال الفيزياء النووية قبل التخصص في هذا المجال؟. لا أخفيك أن تخصصي في الفيزياء النووي، جاء محضة صدفة، فبعد حصولي على شهادة البكالوريا سافرت لإتمام دراستي بفرنسا، و حصولي على الإجازة في الفيزياء، عدت للمغرب وبعد فترة قصيرة تلقيت اتصالا من الأساتذة الذين وضعوا اسمي ضمن لائحة الطلبة المتخصصين في مادة الفيزياء النووية بحكم حصولي على نقاط جيدة جدا في المواد الخاصة بالفيزياء النووي. يطغى على هذا المجال الجنس الذكوري، ألم تواجهك أي صعوبات طيلة مسيرتك العملية؟. من الصعب العمل في مجال يطغى عليه الذكور، أكثر من النساء، لكن عندما تعمل المرأة في أي مجال وتبرهن على قدراتها تصبح أيضا عنصر مهم في ذلك المجال حتى لو كان صعبا، ولهذا أحث جميع النساء على فرض وجودهن في أي منصب بالعمل والمثابرة. حصلت على الرتبة الأولى على بحاثة العرب وأفريقيا، وفق مؤشر "ألبير دوجر العلمي" لعام 2023، ما الذي تمثله لك هذه الجائزة؟. هذه الجائزة تم ترشيحي لها من قبل طالبتي، ويتم اختيار الفائزين وفق ما قدمه الباحثين من جميع دول العالم. وشخصيا أؤكد أن أي عمل يجني ثماره بعد جهد جهيد. كيف تلقيت خبر تصنيفك ضمن قائمة فوربس العالمية؟. صراحة لم أكن على علم بهذا الترشيح، فقد تلقيت رسالة ببريدي الإلكتروني، من المجلة يختارون النساء ضمن قائمة 50 فوق50″ التي تضم أبرز 50 امرأة في الشرق الأوسط وإفريقيا من اللواتي تجاوزن سن الخمسين وحققن إنجازات مهمة، كل منهن في مجال تخصصها وعملها. وقد ساعدتني هذه الجائزة على التعرف على جل ما قدمته طيلة مساري المهني المتواضع. وفي الواقع أنا فخورة بهذه الجائزة، لأنها نتيجة عمل شاق استمر لأزيد من أربعين سنة، وساعدني أيضا على التعرف الدول الإفريقية على عملي. ما الرسالة التي تريدين تقديمها للنساء بمناسبة يومهن العالمي ؟. بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أنصح الفتيات بتتبع المجال الذي يعشقنه، فالنساء اللواتي يطالبن بالحقوق والمساواة مع الرجال يجب أن يلجن جميع المجالات، وشخصيا أشعر بالفرح الشديد عندما أجد نساء يشغلن مناصب عليا.