بفضل إصرارها وشغفها بروح المقاولة، تمكنت سميرة إدريسي عالمة الكيمياء المغربية من فرض نفسها كسيدة أعمال ناجحة اكتسبت تجربة غنية بعد سنوات طويلة من العمل بالخارج، لتصبح مقاولتها شريكا لأول محطة للتعقيم والمعالجة عن طريق تكنولوجيا التأين بالمغرب. وتمكنت سميرة إدريسي المزدادة بطنجة والمنحدرة من أسرة تتكون من ثمانية أبناء من رفع تحدي متابعة دراستها في الخارج من اجل الحصول على دكتوراه الدولة في "كمياء الاشعاع" من الجامعة الكاثوليكية لوفين لانوف (بلجيكا). ومكنها مسارها الجامعي المتميز من الالتحاق في سنة 2002 بشركة متعددة الجنسيات في بروكسيل حيث تولت إحداث وحدة تجارية بداخلها من أجل النهوض بقطاع تسريع الإلكترونات في البلدان العربية . وبعد أربع سنوات، توجهت السيدة إدريسي حاملة معها خبرتها وطموحها الجامح في تحقيق النجاح إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث شرعت في شق طرقها كسيدة أعمال عبر إحداث شركتها الخاصة في سنة 2007 ، أطلقت عليها اسم "سميراد" والتي يتمثل نشاطها في تعزيز تكنولوجيا التعقيم بتأين. وإلى جانب تدبير شركة "سميراد" ارتقت السيدة إدريسي من خلال قبول منصب المسؤولة التنفيذية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة (فيفارد) الفرنسية المتخصصة في صنع مسرعات الإلكترونات للصناعة والبحث. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) أعربت سميرة إدريسي عن يقينها بأن النجاح على الصعيدين المهني والشخصي يتطلب الكثير من العمل الجاد والثقة بالنفس و الإرادة القوية والشغف الذي يوقد الشعلة في العمل ويمكن من تطوير الذات بشكل مستمر . واعتبرت في هذا السياق، أن "المصالحة بين الحياة المهنية والشخصية" ليست دائما ميسرة لكون المرأة تواجه متطلبات وإكراهات مهنتها ومسؤولياتها والتزاماتها العائلية . وحتى تتمكن من تحقيق الانفتاح والنجاح في مسارها المهني، يتعين على المرأة أن تتحلى بالحماس وأن تستمتع بمزاولة نشاطها اليومي دون إغفال مكونات الحياة الأخرى ، لاسيما الاجتماعية والأسرية منها التي تشكل مصدر تحفيز وطاقة حسب سيدة الأعمال هذه التي تعشق التحدي. وقالت السيدة إدريسي بنبرة امرأة لا تخشى التغيير "أنصح المرأة المغربية بالذهاب إلى أبعد حد والمثابرة من أجل تحقيق أهدافها وبلوغ الازدهار المنشود". وأضافت أنه في عهد الانترنت ، ينبغي للمرأة الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة الكفيلة بأن تفتح لها عالم للاستكشاف والتجديد. وأكدت أنه إذ توفرت الظروف الجيدة، فإن العمل من داخل المنزل أو عن بعد يعتبر نعمة بالنسبة للمرأة لأنه يشكل مصدرا مدرا للدخل ووسيلة لتنظيم برنامجها الزمني.