ماكرون ليس لكم وحدكم. وليس حكرا عليكم أيها الصحافيون المغاربة الذين تكتبون بالفرنسية. ومن حقنا بدورنا. نحن الذين نكتب بالعربية. أن ندافع عن المغرب. وأن نهاجم الرئيس الفرنسي. وأن نرد للإعلام الفرنسي الصاع صاعين. من حقنا نحن أيضا أن نكون وطنيين. من حقنا أن تضعونا في الصورة. من حقنا أن نعرف مَن عدونا. ومن يقف ضد مصالحنا. ومن يحرض علينا. من حقنا أن يتم إشراكنا. وإخبارنا بما يقع. من حقنا أن نحمل أقلامنا كسلاح. من حقنا أن نخوض المعركة. لكن يبدو أنه. وحتى ونحن نواجه تحاملا إعلاميا فرنسيا موجها ضد المغرب. فإننا نرد عليه بلغته. وبالفرنسية. بينما لا معلومة لدى الصحافيين المغاربة الذين يكتبون بالعربية. كأننا غير موجودين. كأننا لا يعول علينا في هذا النوع من المعارك. كأننا لسنا في المستوى. كأن الترجمة غير متوفرة لدى المصالح الفرنسية. كأننا نعفي بذلك المخابرات الفرنسية من عناء ترجمة صحافتنا. مكرسين تبعيتنا الثقافية لها. وحتى ونحن نواجه رئيسها. ونفضحه. وننال منه. نقدم له ما نكتبه عنه بلغته وعلى طبق من ذهب. دون أن يبذل أي جهد. وقد قرأنا تحقيقات. ومقالات عجيبة. في صحافتنا المغربية الفرونكفونية. ضد الرئيس الفرنسي إيمانييل ماكرون. أهمها ذلك المقال الذي توصل إلى أن الرئيس الفرنسي هو نصف رجل. ونصف امرأة. والحال أننا. نحن الصحافيين الذين يكتبون بالعربية. أكثر براعة في هذا المجال. ولنا تجربة كبيرة وباع طويل في هذا النوع من الصحافة. و خسارة أن لا تتم الاستفادة من خدماتنا. وأن يتم إقصاؤنا. خسارة أن لا ننسق في ما بيننا. بينما الفرنسية مؤدبة. وحداثية. ورقيقة. و لا تتجرأ على هذا الأسلوب. و وحدها لا تفي بالغرض. وحين تشتم. وتهاجم. تتعرض للانتقادات. و ينفر منها القارىء الفرونكفوني. على عكس الصحافة المغربية العربية. التي هي في حل من أي التزام أخلاقي. ويمكنها أن تستعمل كل الأسلحة. وحتى تلك الممنوعة منها. وقارئها يحب أن يعرف أكثر من غيره أن الرئيس الفرنسي نصفه رجل. ونصفه الآخر امرأة. القارىء بالعربية يعشق هذا النوع من الصحافة. كما أنها مؤثرة. وتضمن انتشارا كبيرا للخبر. وللرأي. وهو أمر غير متوفر للصحافة الفرونكوفونية في المغرب. لكن هناك للأسف من لا يثق إلا في الفرونكفونيين. ومن لا يتعامل إلا معهم. وحتى. ونحن في أزمة مع فرنسا. فنحن خاضعون لهيمنتها. ونخاطبها بلغتها. و نتوجه إليها. ونهمش الصحافي الذي يكتب بالعربية. ولا نمده بالمعلومة. ولا نقوم بإشراكه في المعركة. والذي لو أتيحت له الفرصة للنيل من ماكرون والذي لو تم وضعه في الصورة لأبلى البلاء الحسن. و لذهب أبعد من كل الصحافة الفرونكوفونية المغربية. ولبز كل أقلامها. ونجومها. ولزاد من عندياته. ولكانت ضرباته مؤلمة وقاتلة. ولم يكتف فحسب في الكشف عن الميول الجنسية لماكرون. وبأنه نصف رجل ونصف امرأة. بل سينفرد. بسكوب. يخبر فيه القراء أن الرئيس الفرنسي نصفه حرباء. يتلون في النهار ويدعي أنه تلميذ للفيسلوف الراحل بول ريكور. لكنه في الليل أفعى تسهر مع الصيارفة. ولو تم إشراك الصحافة المغربية المكتوبة بالعربية في هذه الحرب. للزقت الزميلة فاطمة الزهراء بماكرون. ولما تركته ينعم بالهدوء. ولصورناه في السرير. ولكتبنا عنه في كود " واااا ماكرون.. وسير...". ولتعمقنا أكثر في التحقيق. ولكشفنا لقارئنا المتعطش لمثل هذه الأخبار. أن الرئيس الفرنسي نصفه سحلية تم ضبطها مع سنجاب حين كان وزيرا في ولاية الرئيس السابق فرونسوا هولاند. وفي تلك الفترة نفسها كان يتحول إلى نصف نسناس يتسلق الحزب الاشتراكي الفرنسي. ونصفه الثاني كان ذئبة تعوي مع الأغنياء. وتسبل عينيها للضباع. ناهيك عن معزاة كامنة فيه. كما أنه تارة يكون حملا وديعا. وطورا سلحفاة. لكن هناك للأسف من يصر على تغييبنا. رغم أن اليد الواحدة لا تصفق. ورغم أن حسم المعركة لصالحنا يتطلب وحدة الصف. وتضافر كل الجهود. مع توظيف كل القدرات. وكل اللغات. وكل خطوط التحرير. لا الاكتفاء بلغة واحدة وخط تحرير واحد.