لم أعلم بالأمر إلا متأخرا. لم أعلم أن جهات في السلطة غاضبة من الكاتبين المغربيين الفرنسيين عبد الله الطايع وليلى سليماني إلا بشكل متأخر. وبعد أن قرأت ما كتبه فرونسوا سودان في "جون أفريك". وبعد أن انتشر الخبر. وبعد أن انطلقت الحملة. ولو كنت أعلم يا"مصادر مقربة من السلطة" لما قصرت. ولهاجمتهما بدوري. وانتقمت لكم منهما. لكنكِ لا تخبريننا يا سلطة. لا تعيريننا أدنى اهتمام. نحن الذين نكتب بالعربية. ولنا مواضعونا وللفرونكوفونيين مواضيعهم. وبينما نحن العرب العاربة المغاربة منشغلون بزغلول النجار وبصاحب الفيراري وبحوادث السير. ينشغل الفرنكوفون بليلى سليماني وعبد الله الطايع. وكما كتب فرونسوا سودان في جون أفريك ف"ديور ليس مغربيا". وسودان هذا بدوره غاضب منهما. ومن حوارهما وصورهما في مجلة ذات أوراق صقيلة. يستعرضان فيها أزياء لأشهر موضات دور العرض. ومن "استغلالها من طرف جهات معادية للمغرب". ومن حديثهما الذي لا يتوقف عن الحريات الفردية، وعن مواضيع صادمة بالنسبة إلى قيم بلد محافظ(هكذا). وأقسم أني لك أكن أعلم. والمصادر المقربة من السلطة هي المخطئة لأنها لم تخبرنا نحن العرب العاربة. ولم تقل لنا اهجموا عليهما. وما كنت أعلمه أن ليلى سليماني وعبد الله الطايع من الكتاب الذين تحبهم السلطة وأنهما معنا في السراء والضراء وأنهما سفيران لنا في فرنسا ويدافعان عن المغرب الحداثي المتنور. وأننا في جبهة واحدة. ونخوض نفس المعركة. وأذكر ذلك اليوم الذي ظهر فيه عبد الله الطايع في مجلة مغربية وهو يغسل قدمي نجاة عتابو. وأذكر ليلي سليماني وإلى جانبها كاتبنا الأشهر الطاهر بنجلون. فما الذي حدث. حتى تغضب السلطة منهما وما الذي حدث حتى يكتب الطاهر بنجلون عن"الأخ رشيد" المسيحي. ويعزف بدوره نفس اللحن. ويتهمه. دون أن يرف له جفن. بأنه وضع نفسه في خدمة الدعاية الأمريكية. وأنه"أصبح عدوا لنفسه ولجذوره ولموطنه الأصلي".(هكذا). فمن كان يتخيل. من كان يتخيل أن الطاهر بنجلون سيمتح يوما من قاموس السلفيين من كان يتخيل هذا الإعجاز العلمي المغربي الذي لم يخطر حتى على بال زغلول النجار. لكننا الآن علمنا. وأن نعلم بشكل متأخر خير من ألا نعلم أبدا. فلا لليلي سليماني. لا لعبد الله الطايع. والخزي والعار للكتاب المغاربة الفرونكفونيين الذين ينشرون غسيلنا القذر في بلاد الإفرنجة. ويسيئون إلى بلدهم وإلى قيمه وعاداته وحداثته الخاصة التي تمشي بخطى حثيثة. وأي واحد يستشهد بليلى السليمان في الفيسبوك أي واحد يتجرأ ويقرأ عبد الله الطايع فإني سأبلغ به وأخبر السلطة وأخبر جون أفريك وطز في فرنسا وطز في نموذجها هذه الدولة الفاشلة التي تقدم لنا الدروس وهي لم تعد نموذجا حتى لنفسها ومع ذلك ألوم"المصادر المقربة من السلطة" كأننا لسنا أهلا للدفاع عن المغرب كأننا لا نستحق كأننا لا نفهم في الموضة وفي ديور.