يتواصل سقوط رؤساء الجامعة الجزائرية لكرة القدم كأوراق التوت. والغريب أن هؤلاء، الذين جعلوا من التهجم على المغرب ومهاجمة فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كسبب وجودهم الوحيد، يسقطون أمام النجاحات المتتالية التي تحققها كرة القدم المغربية. في البداية، كان محمد روراوة هو الضحية الأولى الذي ترأس الجامعة الجزائرية ما بين 2009 و2017، وكان ينظر إليه كرجل الجزائر القوي في اللجنتين التنفيذيتين لكل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف). غير أن مؤشرات أفول عهده بدأت بتولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في نونبر 2013. فقد عرف لقجع كيف ينسج علاقات إنسانية مع زملائه الأفارقة في إطار التعاون والاحترام المتبادل بعيدا عن الكواليس، في الوقت الذي قاد كرة القدم المغربية إلى التألق، من خلال دعم أندية ومنتخبات المملكة وتوفير بنيات تحتية من الطراز العالمي. بعد روراوة، جاء خير الدين زطشي، لكنه اضطر إلى مغادرة رئاسة الجامعة الجزائرية مع نهاية ولايته الأولى في 2021، رغم أن المنتخب الجزائري فاز بكأس إفريقيا للأمم (كان) التي احتضنت مصر فعالياتها في عام 2019. ثم جاء شرف الدين عمارة في 15 أبريل 2021، لكنه لم يعمر طويلا، إذ قدم استقالته في 31 مارس 2022، بعد الخروج المذل لمنتخب بلاده من الدور الأول ل(كان) في الكامرون، ثم الإقصاء من مونديال قطر أمام المنتخب الكامروني ذاته. لم يستسغ نظام العسكر هذه السقطات، وأطلق أبواقه لاتهام فوزي لقجع بالتآمر على منتخبه، قبل أن يأتي "النكرة" جهيد زفيزف لتحمل مسؤولية الرئاسة، واضعا نصب عينيه مهاجمة لقجع في المحافل الكروية الإفريقية، والترويج لأطروحات العسكر بعيدا عن قيم الرياضة. فقد بدأ الرجل بدعوة (كاف) إلى إلحاق ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" حتى تكون كاملة العضوية، لكن دعوته بقدر ما كانت دون صدى، بقدر ما أثارت سخرية الكثيرين، حتى من بين مواطنيه. إذ كيف ل"جمهورية" وهمية لا تتوفر على أرض ولا حدود ولا ملاعب ولا فرق ولا بطولة ولا جمهور... أن تتوفر على منتخب يحلم بالمنافسة في قارة أصبحت تعتبر مستقبل الكرة العالمية. غير أن الصفعة الكبيرة التي تلقاها زفيزف كانت عندما فشل في الحصول على عضوية اللجنة التنفيذية ل(كاف) أمام منافسه الليبي عبد الحكيم الشملاني الذي حظي بتأييد 38 بلدا إفريقيا مقابل 14 صوتا للجزائري. النتيجة وحدها توضح عزلة نظام العسكر الذي يروج ل"الجزائرالجديدة" والعائدة بقوة إلى الساحة الإفريقية. مرة أخرى، لم تتأخر أبواق نظام الجارة الشرقية في اتهام لقجع بالتآمر عليه، حتى وإن كان يتعلق الأمر ببالون منفوخ بالهواء. لكن سي فوزي يستمر في قيادة قافلة كرة القدم المغربية والإفريقية. القافلة تسير و....