بنبرة اليائس وبوجه شاحب، علق «براح» الكابرانات، المسمى «الدراجي» على فشل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم «الفاف»، جهيد زفيزف، في الفوز بمنصب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). حسرة هذا «البراح» كانت مزدوجة، فبالإضافة إلى إخفاق زفيزف، عجز رئيس (الكاف) باتريس موتسيبي في ترجيح كفة ممثل بلاده، خلال عملية الانتخابات، إذ لم يحصد سوى 14 صوتا، زائد صوته الشخصي، بينما حصل عبد الحكيم الشلماني المواطن الليبي الضعيف -حسب وصفه- على 38 صوتا. قال المسمى «الدراجي» إن هزيمة ممثل بلاده حصلت، رغم الدعم العلني لموتسيبي؛ هذا الأخير الذي يتعامل على ما يبدو كمواطن جنوب إفريقي، وليس رئيسا لعموم «الكاف»، مع ما يترتب عن ذلك من تأثير الحسابات السياسية التي لا تخفى على أحد، وأساسها التحالف القائم بين الجزائروجنوب إفريقيا… انتخاب الشلماني الذي هو رئيس لجنة الحكام، وليس رئيسا للاتحاد الليبي، ينضاف إلى القائمة التي تضم كل من وديع الجريء، رئيس الجامعة التونسية عن منطقة شمال إفريقيا، وبالتالي، فإن كل دول شمال القارة ممثلة بالمكتب التنفيذي، بما فيها موريتانيا، والاستثناء الوحيد هو الجزائر، كضربة جد موجعة لنظام الكابرات الذي لا يتردد في تقديم نفسه كقوة ضاربة بالمنطقة. «براح» الكابرانات أكد في رسالته المصورة، أن ما حدث بمؤتمر «الكاف» بأبيدجان، هو بفعل فاعل، ومقدمة لما سيكون عليه الأمر، لحظة التصويت لاختيار البلد الذي سيحتضن نسخة 2025 الخاصة بكأس الأمم الأفريقية، وبالتالي، فإن الانسحاب في نظره سيكون أهون من الخسارة المدوية… ولم يفت هذا المتحدث البارع في اختلاق السيناريوهات، والذي لا يتورع في مهاجمة المغرب ورموزه، اتهام فوزي لقجع بالوقوف وراء هزيمة زفيزف المسكين الذي سارع إلى تقديم استقالته، كما قدمها من قبله، رؤساء خرجوا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة المذلة، كلما انتصب أمامهم خيال فوزي لقجع… نتيجة التصويت، أظهرت الوزن الحقيقي للجارة الشرقية داخل القارة، وهو إخفاق دولة أكثر من إخفاق شخص معين، فرغم التفاؤل الذي أظهره رئيس الاتحادية الجزائرية قبل المؤتمر، وتحدثه بلغة المتيقن وبأنه سيعيد للجزائر المقعد المفقود داخل المكتب التنفيذي ل «الكاف»، منذ مارس من سنة 2017، تاريخ الانتصار الكاسح الذي سبق أن حققه فوزي لقجع على حساب محمد روراوة بمؤتمر إثيوبيا، بمجموع أصوات بلغت 41 صوتا، بينما انحصر ما حصل عليه المسؤول الجزائري «القوي والنافذ» آنذاك في 7 أصوات. للإشارة فقائمة ضحايا الحضور المغربي من الجزائريين داخل الكاف، تزداد سنة بعد أخرى، وتضم في ظرف ست سنوات فقط كل من محمد روراوة، خير الدين زطشي، شرف الدين عمارة، محمد معوش، وآخرهم والبقية تأتي هو، جهيد زفيزف. الكلمة من جديد ل «البراح» قبل أن يعطي الأمر مرة أخرى لقارئة الفنجان، صاحبة العمامة الخضراء التي نطقت أخيرا؛ وتراءى لها الأسبوع الماضي فقط، أن منتخب الجارة الشرقية، كان سيقدم أفضل مما قدمه «أسود الأطلس» خلال مونديال قطر، لولا حدوث المؤامرة. والغريب أن عملية قراءة الفنجان الخاطئة، تجاهلت عدم إظهار معطى أهم، يتمثل في إقصاء مر ومبكر، حصل من الدور الأول ب «مونديال إفريقيا» قبل أشهر فقط، فكيف يستقيم الأمر إذن؟ … «هذي البداية مزال مزال…».