أن تنتمي لإقليم الفقيه بنصالح يعني أنت مواطن من الدرجة الثانية أو مواطن تحت الصفر مدينة الفقيه بنصالح أو لاربعا تلك المدينة الصغيرة الهادئة خيرها كافي شرها على رأي الفراعنة اكتست حلة الحضارة والفضل يعود لأبناءها الذين هاجروا بحثا عن تحسين ظروف العيش... نعم هاجروا كرها وسرا بعد طول التهميش ضاربين عرض الحائط بمقولة قطران بلادي ولا عسل البلدان ... آثروا عسل البلدان على قطران وحنظل بلادهم .. ذاقو المر في سبيل تلميع وجه هذه المدينة وجلب العملة الصعبة التي عادت أدراجها مع فناني "وحدة ونص" .... بدأت تبدو ملامح الثراء على ميلانو المغرب، أبنية تسابق الريح ومقاه تسلب الألباب وسيارات آخر طراز... لكن "آ لمزوق من برا أش خبارك من الداخل" فلنقتحم أسوار المدينة ونكتشف خباياها و"عيب البحيرة تفتاشها"... القاصي قبل الداني سيحدثك عن فوضى تسيير الشأن المحلي ... كل ما يهم المسؤولين عن هذه المدينة هو تضخيم ثرواتهم على حساب تحقير المواطن العميري مادامت فتحت لهم مغارة علي بابا وتم تعيينهم في الكويت أو قطر على حد تعبيرهم .... فقلما تجد ابن المدينة يتقلد منصب المسؤولية في هذه المدينة وكأن أبناء هذه المدينة خلقوا للسخرة ... وأنت تتجول في أزقة المدينة ستسمع عن ارتفاع معدل الجريمة .. ستسمع عن الاغتصاب وعن السرقة وجرائم القتل وجرائم بشعة كنا نسمع عنها فقط في صندوق دار البريهي جرائم مثل اغتصاب الأطفال وارتفاع نسبها ... سترى الانحلال الخلقي... سترى فتيات في عمر الزهور بعن أجسادهن وتخلين عن شرفهن ... سترى شبانا والفتيات سيان لن تستطيع التفريق بينهم... ستسمع عن التهميش وعن الاقصاء ... نعم الإقصاء الممارس في حق حاملي الشواهد في هذا الإقليم من طرف سواء الجهات المحلية أو الوطنية فبمجرد ما يُعرف أنك عميري إلا وستسأل علاش محركتيش (بثلاث نقط على الكاف)... ستسمع عن إحداث مجموعة من الإدارات دون أن يلجها مستحقيها وحتى وإن حدث فإن المحظوظين هم من ذوي النفوذ (عفوا ياك خدمناكم ف مرجان وأتاكاداو...) ... صدقا خدمتونا حمالين والكعكة قسمتوها بيناتكم أنتم أصحاب الدماء الزرقاء... عذرا هم مدينتي يدمي قلبي لهذا لن أتكلم عن مستوى الخدمة في الإدارة العمومية والتحقير وسير حتى تجي....لن أتكلم عن مستوى الخدمة الصحية.... لن أتكلم عن النظافة والأمن أو فوضى الصفقات العمومية التي تمر تحت جنح الظلام.... لن أتكلم عن فوضى العقار ونهب الأراضي السلالية... لن أتكلم عن فيروس الساعات الخصوصية الذي يهدد مستقبل التلاميذ... لن أتكلم عن لوبي المدارس الخصوصية ... لن أتكلم عن جبروت مديري الثانويات وعناثر زمانهم أمام تواطؤ المسؤولين.... لن أتكلم عن غلاء فواتير الماء والكهرباء... لن أتحدث عن تهميش المناطق التابعة للإقليم ... لن أذكر سيارات الخدمة التي أصبحت تسخر لأغراض شخصية... لن أتحدث عن الرشوة والمحسوبية والزبونية وباك صاحبي... وأخيرا لن أتكلم عن حقنا في الفوسفاط .... سألزم الصمت مادمنا في نظرهم مواطنون من الدرجة الثانية أو مواطنون تحت الصفر....