حين تتعسكر كل قواميس الطغي ضد حقوقنا المشروعة دينيا و كونيا ووطنيا في حب الحياة و الوجود و العمل الشريف ؛ و تتقوى شوكة أعدائنا الطبقيين ضد عفوية الزمن النضالي لانتزاع مطالبنا التي تسنها القوانين التاريخية و النظرية و العقدية و العرقية و الفكرية و ....آنذاك نكتشف أن كل المغازلات السلطوية الرجعية لتدارس ملفاتنا المطلبية ؛ ما هي إلا إضافات جميلة و منمقة لحقد طغاة السجون لتكسير عفوية أنشطتنا و نضالاتنا كأحفاد جدد للوطنيين الشرفاء الذين سقوا الأرض بدمائهم الحارة النقية..... جميل أن تتحرك قواميس الصحافة العربية و الدولية ؛ مع هذا الربيع العربي و الحراك المجتمعي الذي أبدته الأيام للجاهلين وأتت به أخبار القنوات العربية ؛تبعا لحتمية الزمن و قدر الرب ؛ معلنة : - تحرر فلسطين ... - إيجاد الشغل للمعطلين ...... - إيجاد أزواج للعانسات و للعانسين ..... - إيجاد فرص عمل للجاهلين و الأميين ...... - إيجاد كراسي متحركة للمعوقين ...... - إيجاد مدارس جديدة للمشعوذين المارقين عن الدين ...... آه .... من شعارات خشبية ستبقي على الواقع كما هو ...و ستظل الخطابات على حالها و دار لقمان ؛ تلك البريهية التي تخلط " العكر بالخنونة " تخبرنا دائما بجديد / قديم لعين ؛ أناسها لا يتقنون إعراب المبتدأ و الخبر..... و لا المعرب و المبني .... يأتوننا بالكذب المجاني المجتر ...يمررون خطاباتهم لشعب لا يزال دون فك حرف في خطاب ؛ كما قال محمود درويش ذات مساء خريفي جميل ...آه و آه ... من أمة لا زالت لا تفك حرفا في خطاب ....أو كما قيل في الموروث العربي : آه من أمة ضحكت من جهلها الأمم . ورغم القيل والقال وكثرة هم السؤال ...فسوف تتغير أشياء كثيرة وسوف يعود الفرسان لخيامهم وتعود الخيول للمرابط ؛ فهذه حتمية الزمن وهذا قدر الرب الحكيم .... أما نحن فلن ننسى مبادئنا ؛ ولن نغير جلدنا ؛ لأننا قادمون من الماضي ؛ نعيش الحاضر و نتطلع للمستقبل ؛ بتفاؤل وطموح و أمان ؛ مطمئني الضمائر و الخواطر.....وكما قال الشاعر : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ()()()() ويأتيك بالأخبار من لم تزود أو كما ع الله العروي : " كلما تعمقت التحولات انتشرت الكلمة " ( كتابه : مفهوم الحرية ؛ ص : 34). و الكلمة هنا ؛ لعلها تكون حقنا في مطلبنا في الحياة و الوجود و العمل ....و ....... فكفى المستهترين غباء و حيلا و سحرا سوف يعود عليهم ذات يوم ...... نورالدين سعداوي . -