من بين المقترحات و التوصيات التي يعول عليها الرأي العام المغربي و السياسي خاصة،من أجل مساهمة فعالة في إخراج مدونة انتخابات بضوابط جديدة من شأنها تغيير المشهد السياسي و التمثيلي في بلدنا،تلك التي يقدمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحزب عريق وذي توجهات اصلاحية و يستجيب و يتفاعل مع الحراك السياسي وطنيا و إقليميا. لكن حسب ما ورد على صفحات بعض الجرائد الوطنية و ما صرح به السيد حسن طارق ،عضو المكتب السياسي لحزب الوردة،في برنامج تلفزيوني حواري في مطلع هذا الأسبوع،يبدو أن فرصة التغيير المنشود قد تضيع على الشعب المغربي و خصوصا في ثلاث نقط جوهرية: أولا: القبول باستمرار إشراف وزارة الداخلية على عملية الانتخابات في الوقت الذي تطالب فيه عديد من الأحزاب –يمينية و يسارية- بلجنة مستقلة من وزارة العدل و هيئات المجتمع المدني.فكيف نطمح إلى التغيير في ظل استمرار هذه الوصاية التي وصمت بالعار - منذ عقود- الممارسة الانتخابية بالمغرب؟و من يضمن حياد ولاتنا و عمالنا خلال الاستحقاقات القادمة؟ألا يحن هؤلاء إلى أصدقائهم المحسوبين على بعض الأحزاب المخزنية ك "الجرار" مثلا؟ ثانيا: العتبة الانتخابية للتمثيل البرلماني التي يطالب بها الحزب رغم عدم الحسم في رقم معين،و التي لن تنزل على الأرجح عن %6 ستحرم العديد من الأحزاب الصغرى من التمثيلية داخل البرلمان و بالتالي هيمنة الأحزاب الكلاسيكية؛مما سينتج عنه استمرارية نفس المشهد السياسي و النيابي داخل البرلمان المغربي. ثالثا: عدم اشتراط مستوى ثقافي معين للترشح بدعوى عدم دستورية هذا المطلب،هذه الثغرة ستفتح الباب على مصراعيه للوجوه القديمة بأساليبها المعروفة و التي لن تؤدي إلا إلى تمييع و إفساد الاستحقاقات المقبلة،فمحترفو الانتخابات لن يتورعوا على الاستعانة "بشكاراتهم" لاستمالة الناخبين و التأثير على نتائج الاقتراع في ظل رقابة الداخلية التي لم يعد المغاربة يتقون في حيادها،و بالتالي إفراز مجلس نواب أغلب أعضائه نيام ينتظرون تصفيق رؤساء فرقهم ليفعلوا مثلهم. ربما يكون هذا الموقف الذي عبر عنه حزب الراضي –في النقط الثلاث-وليد إكراهات راهنة مرتبطة بالتعجيل بتنظيم الاستحقاقات البرلمانية في أكتوبر المقبل،مما لا يسع معه المجال لاستشارة قواعده عبر مهرجانات خطابية سياسية و الإكتفاء بتفعيل القرارات المركزية للحزب.كما أن قرب موعد الانتخابات قد يجعل حزب الوردة يفضل الاعتماد على ترسنة ممثليه القديمة و إرجاع التفكير في تزكية تمثيلية شبابية إلى موعد لاحق تخوفا على حصته في الغرفة الأولى،أو ربما بدأنا نلتقط إشارات مبكرة على بداية تمخزن الحزب العتيد فأصبح يكفيه فخرا حضوره اللقاءات التشاورية برئاسة ورثة المهدي......وتلك طامة كبرى. أبو نزار لكريني