ليس بخاف على أحد الوضع الاجتماعي الذي يوجد عليه المغرب يظهر أن الاهتمام يجب أن ينصب راهنا على معالجة بعض المعضلات التي يستفحل خطرها و أبرزها معضلة البطالة التي أصبحت اليوم أخطر إشكالية تواجه المجتمع اد قلنا نجد بيتا لا يكتوي بنارها حيث يتضاعف عدد المعطلين بالوطن سنة بعد أخرى , خصوصا أولئك الخريجين من الجامعات و الكليات و المعاهد و المدارس العليا حتى المتخصصة منها في العلوم التطبيقية , فعدد المعطلين الحاملين للشهادات العليا يتكاثر و فرص الشغل قليلة إد لم نقل منعدمة اد أصبحت عملية التوظيف متوقفة حيث نلاحظ أن الموظفين الدين يحالون على التقاعد أو الدين يتوفون ليتم تعويضهم و هو ما يعني أن الوضع اليوم يتجه إلى تقليص عدد الموظفين و الحد من عملية التوظيف و إيقافها بصفة مطلقة .هدا بالنسبة للقطاع العمومي أما في الخاص فقد ظهر واضحا أنه غير قادر على استيعاب طلبة الشغل المتزايدة و لا شك أن هده المعضلة وصلت من التضخم و الخطر ما أضحى مطلوبا التعامل بما تستحق الشجاعة و الجرأة لإيجاد الحلول الواقعية لها. اد لا يعقل أن يستمر المسؤولون تجاهل خطورة الأمر , ففي ظل هده الأزمة الاجتماعية لعدد من أبناء الأمة الدين أنفقت الدولة عليهم في سبيل تكوينهم و تأطيرهم ليصبحوا فيما بعد عاطلين و معطلين و علة على الدولة و دويهم , ففي ظل هدا الوضع هل يعقل أن يتقاضى كبار القوم أجورا خيالية . و معلوم أن اليأس أخد مأخدة في قلوب و أفئدة المعطلين و دفعهم إلى ركوب قوارب الموت حيث بات مضيق جبل طارق مقبرة للشباب المغربي اليائس الذي يحاول الفرار من الفقر و الجوع و الفاقة بعدما انسدت في وجهه سبل العيش و عجز عن الحصول على العمل الذي يضمن له إمكانية توفير ما يسد به رمقه و يحفظ به بقاءه . وهكذا نرى أن أمواج المتوسط و الأطلس تبتلع سنويا ما يقارب 100 مواطن مغربي غامر بحياته في محاولة للهروب من العطالة التي لم يجد عنها بديل فإدا ما استحضرنا هدا المعطى الفظيع ألم يكن من الأجدى أن نلتفت إلى المعطلين قبل كبار القوم ؟ الكل يعلم أن صغار الموظفين خاضوا إضرابات طويلة استمرت سنوات عديدة في سبيل تحقيق مطالبهم بالزيادة في الأجور , و قد دخلت الحكومة في حوارات ماراطونية مع ممثلهم دامت زمن طويلا و مع دلك يقال أنهم تحققت لهم إلا زيادة زهيدة لا تسمن و لا تغني من جوع , في حين تغدق العطاء على كبار القوم و كلنا نعلم أن رجال التعليم و موظفي الجماعات القروية و البلديات دخلوا عدت مرات في إضرابات منقطعة , يطالبون بتحسين وضعيتهم المادية فلم يتم إلى حد الآن الالتفات إلى أمرهم و هكدا نقف على حقيقة مؤلمة , و هدا إضافة إلى فئات عريضة من المتقاعدين المدنين و العسكريين الدين يتقاضون معاشات هزيلة و يطالبون إلى تحسين أوضاعهم المالية و حيث أن جيش من المعطلين ينتظرون توظيفهم في سوق الشغل , و هي كلها أولويات يجب أن تحظى قبل غيرها بالعناية و الاهتمام . أحمد كناني