و أنت تخيط أزقة مراكش ستسرق انتباهك حركة غير عادية... سلوكات غير مألوفة... لا أقصد هنا بالقول الحرف الموسمية و أفواج الباعة و مئات عربات النقل...بل طوابير اناس أغلبهم يرتدي نظارات طبية و يحملون ملفات صفراء... تساءلت و صديقي عن سبب تجمع هده الحشود أمام مقاطعات المدينة ‘ ربما يوزعون الأضحية بالمجان هده السنة لتدبير فائض الغنم' أجاب صديقي بسخرية و حقد أجير قسم ظهره الزمن ... و الكبش هدا الشهر. اقتربنا قليلا من مدخل إحدى المقاطعات ليتبين ان الأمر يتعلق بموظفين لم يتلقوا تكوينا في مجال تدبير سحري ل' البركة' التي يتقاضونها في اخر كل شهر أو بالأحرى لم يجدوا ما يبيعونه في أسواق الدلالة لإسكات تساؤلات أطفالهم و دويهم... فإدا كان الموظف الدي يمثل الإدارة, الحكومةو الدولة يلجأ للأبناك -دات الفضاءات المكيفة, العروض الملغمة المغرية و المستقبلات دائمات الإبتسام- لاقتراض 3000درهم في كل مناسبة تخرجه عن ميزانيته المعهودة... رمضان, عيد فطر, دخول مدرسي... فهدا الوضع يدعو للتساؤل عن حيثيات تحيين الأجور و سياسات مراجعتها, كما يطرح علامات استفهام عدة حول نظم الإمتيازات الإجتماعية و التعويضات العائلية. و بعيدا عن الكبش و مشاكله دعاني صديقي للإطلاع على تقرير دولي حول الرشوة حيث صنف المغرب في الرتبة 89دوليا. و بعفوية مهموم بالزنان و تقلية العيد اجبته: و من أين لهؤلاء الناس أن يشتروا الكبش؟ ربما كنا في مرتبة أفضل لو أجريت الدراسة في أيام غير لعواشر.