في قلب الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية والمالية، وعند نهاية شارع (أنوال)، الذي يتقاطع في بدايته مع شارع 2 مارس، تمتد دكاكين من الصفيح على مساحة ثلاثة هكتارات.في هذا المكان الصاخب، يدور عراك يومي، من أجل الظفر بمكان بموقف السيارات، أو على الأقل تثبيت قدم في فضاء تمتزج فيه أصوات منبهات السيارات بصراخ الباعة وصفارات حراس السيارات والغبار الخانق، ويصبح فيه الجميع على استعداد لدخول مواجهة، لا يعلم المرء من أين تبتدئ، ولا أين تنتهي، وأين هم الخصوم من الحكام. تبدو صدفة عجيبة أن يحمل الشارع اسم (أنوال)، تلك المعركة، التي عرفت اندحار جيوش إسبانيا في عشرينيات القرن الماضي بشمال المغرب، مع الفارق، إذ أن معركة الدارالبيضاء من نوع آخر، عدة وعتادا ومنطلقات وأهدافا، معركة لا يفكر فيها المرء أبدا، وإنما يخوضها، ويجد نفسه غارقا في غمارها بمجرد الوصول إلى نهاية الشارع، الذي يتقاطع مع شارع عبد المومن، أحد أبطال الدولة الموحدية، حيث يتناهى إليك مشهد السوق الصاخب، الذي تبدو ملامحه من بعيد، من خلال رحى رواج تجاري تدور أطواره في سوق درب غلف "العجيب". ظل هذا السوق العشوائي، الذي يتميز بمحلاته المتآكلة بفعل الرطوبة والصدأ، مثار استغراب واندهاش الجميع، فمنظره الخارجي لا يوحي بأن في داخله لغزا حير خبراء العالم أجمع، ويتحول الإعجاب إلى صدمة أشبه بالصعقة، عندما يدرك المرء أن رقم معاملات السوق يصل إلى ملايين الدراهم، تروج بين أزقته ودروبه الضيقة. البدايات الأولى يستعير سوق درب غلف اسمه من حي بيضاوي عريق يتحدر سكانه من المهاجرين القرويين، ممن نزحوا إلى مدينة الدارالبيضاء في ثلاثينيات القرن الماضي، بحثا عن حياة أفضل، فشاءت الأقدار أن تتآلف بيوت عشوائية، ما يزال بعضها يعاني غياب الحد الأدنى من شروط العيش الكريم، مع فيلات راقية تركها المعمر الفرنسي. وفي هذا الحي الضارب في القدم، نشأت عادات تجارية لم تكن معهودة لدى المغاربة، منها إحداث سوق للخردة، أو ما يعرف عند الغربيين ب"Fleamarket"، إذ نقل الفرنسيون هذا الصنف من التجارة أسوة بأسواق الخردة المشهورة، كسوق "تروكاديرو" بباريس، الذي ما يزال يعرف نشاطا مطردا، وله مرتادوه، فكانت كل الأثاث، والأفرشة المستعملة، والكتب القديمة، والملابس البالية، تحط الرحال بسوق أو جوطية درب غلف. بنية هذا المجمع التجاري المتناقضة تجعل منه سوقا يختلف تماما عن باقي الأسواق المألوفة، دكاكين من صفائح القصدير والخشب، غير موصلة بالتيار الكهربائي، حيث ضجيج مولدات الكهرباء "تشنف" مسامع الزوار، أزقة وممرات ضيقة تجعل حركة الناس شبيهة بمملكة النمل، وحر لا يحتمل، خاصة في فصل الصيف، غير أن هذه الظروف العصيبة تتداعى بمجرد ما يسرح المرء ببصره بين تلال البضائع المجلوبة من جميع أنحاء العالم، فجوطية درب غلف تختزل منتجات كل قارات الدنيا. بفعل التوسع العمراني، الذي عرفته مدينة الدارالبيضاء، تنوعت خدمات ومعروضات السوق، وبدأت تتوسع إلى أنشطة البناء والحدادة والنجارة وقطع الغيار، ما أدى إلى التهاب أسعار المحلات على نحو لا يصدق، إلى درجة أصبح كل مالك لنقطة بيع يحسب في عداد الأغنياء، إذ يصل سعر بيع بعض المحلات التي لا تتعدى مساحتها بضعة أمتار، إلى 3 ملايين درهم. خدمات متنوعة وسلع مختلفة مع انفتاح المغرب على السوق العالمية مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فتح سوق درب غلف بابه لاستقبال البضائع الأجنبية القادمة من أوروبا، خصوصا من إسبانيا، بحكم القرب الجغرافي، وتنامي ظاهرة التهريب، التي تنطلق من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ما أغرق السوق المغربية بسلع غير خاضعة للرسوم الجمركية، مستفيدة من تساهل السلطات وأمن الحدود، إضافة إلى ذلك كانت المنتجات الإسبانية تتفوق على نظيرتها المغربية، من حيث الجودة والثمن، منتجات شملت حتى الصناعة الغذائية، رغم أن ثقافة الأطعمة الجاهزة لم تكن وقتذاك شائعة في المغرب. في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ستشهد إيطاليا "غزوة" جديدة من المهاجرين المغاربة، من خلال جيل جديد من الشباب، استهواه عالم الأناقة وآخر صيحات الموضة في عالم الأزياء، فكانت مواسم عودة المهاجرين موعدا للتعرف على الهندام الأنيق، وآخر تسريحات الشعر، والنظارات الشمسية، وربطات العنق الأنيقة. ومع تزايد الطلب على الزي الإيطالي، تحولت بعض محلات البيع بسوق درب غلف إلى أروقة لماركات تجارية ذائعة الصيت، مثل "فالوتينو"، و"أرماني"، و"جيفانتشي"، و"برادا"... ومن ثمة، أضحى السوق يخضع لضغط بشري منقطع النظير، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، حيث تفد عائلات ميسورة من مدن الرباط، ومراكش، وفاس إلى درب غلف، لتتعرف على آخر صيحات الموضة الإيطالية. وموازاة مع زيادة الطلب، لجأ بعض المهاجرين إلى تنظيم رحلات مكوكية بين مدينتي ميلانو الإيطالية والدارالبيضاء، بعد أخذ قائمة بطلبات الباعة، ليعودوا غانمين، كل حسب شبكة معارفه من باعة الجملة الإيطاليين، إن الربح السريع، الذي يكسبه هؤلاء دفع بعضهم إلى اقتناء محلات بدرب غلف، في وقت لم تكن الأسعار التهبت إلى الحد الذي عليه اليوم. يقول عبد الرزاق، وهو أحد المهاجرين السابقين، الذي تعود على السفر إلى ميلانو لشحن بضاعته، معلقا على وضع المهاجرين في القارة العجوز، إن "أوروبا لم تعد ذلك الفردوس، الذي في مخيلة الكثيرين... فرص الشغل تتضاءل من يوم إلى آخر، والمهاجر أصبح شخصا غير مرغوب فيه، تلاحقه حملات عنصرية مسعورة أينما حل وارتحل، بسبب قلة مناصب الشغل، التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية". كان عبد الرزاق من بين المهاجرين، الذين سبحوا ضد التيار، وفضل العودة إلى موطنه، لينشئ مشروعا مربحا بالنسبة إليه. بقيت بضاعة "الطاليان"، كما هو شائع بين المغاربة، قوة درب غلف الضاربة لأكثر من عقد من الزمن، اغتنى منها الكثيرون، إلى أن تداعت أمام قدوم التنين الأسيوي الجارف، الذي سيفرض على سوق درب غلف تغيير جلده من جديد! القرصنة سلاح السوق القاتل يمثل سوق درب غلف بنية منغلقة، بسبب الأنشطة، التي تمارس داخله، بعضها شرعي قانوني، وأغلبها خارج نطاق التداول العادي، وتبقى أكثر العملات رواجا داخل فضاء السوق هي ظاهرة القرصنة، فأغلب محلات السوق، التي يغلب عليها طابع البساطة والتواضع، توجد بها أجهزة كمبيوتر مختلفة الأحجام، غالبا ما يجري استخدامها لفك أكثر الشفرات تعقيدا. ورغم الحملات، التي تقوم بها السلطات المغربية، والتي ازدادت كثافتها منذ السنة الماضية، لمواجهة ظاهرة القرصنة الفنية، التي تشمل البرامج الإعلامية، وبطاقات استقبال البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية، والأقراص المدمجة، وأقراص الفيديو، فإن لا شيء تغير، إذ ظل تجار سوق درب غلف، أسياد الموقف بامتياز، رغم أن الدولة وضعت خطة لمواجهة الوضع، من بين أهدافها تشديد العقوبات الجنائية والمدنية، وإنشاء فرقة أمنية متخصصة في محاربة القرصنة، بشراكة بين وزارة العدل ووزارة الداخلية، من أجل تبسيط الإجراءات وتطبيق القانون، وكل هذه المجهودات موجهة نحو سوق درب غلف التاريخي. داخل هذه الدكاكين البئيسة، يتراءى لك شباب في عمر الزهور، ما إن تقف أمامه حتى يعرف مرادك، وفي الحال يجيبك: "أنا مشغول في الوقت الحالي، عد بعد ساعة أو ساعتين"، وهي طريقة يعمد إليها هؤلاء الشباب من أجل المراوغة، أما إذا كنت زبونا مألوفا، فإن لغة الحوار تتغير، وتتحول إلى ما يشبه الأشجان، ويتحول الشاب المبدع إلى حكيم يبرر أسباب التعاطي لهذه الحرفة، ويربط الأمر بالظروف الاقتصادية العالمية. يقول أحد هؤلاء الشباب إنه خريج المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، واضطر إلى دخول المغامرة بسبب هزالة الراتب الشهري، ويبرز أن ما يتقاضاه من عمله بسوق درب غلف يفوق راتب الدولة بأضعاف مضاعفة. وتقول الأرقام الرسمية إن ما بين 400 و600 ألف قرص مدمج، منسوخة بطريقة غير قانونية، توزع في المغرب أسبوعيا، وأن نصف العدد على الأقل يوزع في سوق درب غلف، ووضعت التقارير الرسمية وغير الرسمية المغرب على رأس الدول، التي تستفحل فيها ظاهرة القرصنة بنسبة 94 في المائة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد البرازيل. وتعد نسبة القرصنة في المغرب الأعلى في إفريقيا والشرق الأوسط، وتكلف القرصنة المغرب خسائر تزيد عن ملياري درهم سنويا، في شكل ضرائب ورسوم لا تدخل خزينة الدولة، بنسبة تصل إلى 72 في المائة، إذ يخسر المغرب نحو 156 مليون درهم من مداخيل الضرائب، بفعل قرصنة التسجيلات الموسيقية وحدها، كما تتكبد الدولة خسائر كبيرة من حيث الاستثمارات الأجنبية. سطوة التنين والتكنولوجيا الرقمية لم يسلم المغرب، كباقي الدول السائرة في طريق النمو، من هيمنة اقتصاديات الدول الآسيوية، وفي طليعتها الصين، التي أفلحت في التحكم في قطاع التكنولوجيا الرقمية، من خلال إغراق السوق المغربية بسلع وفيرة، وبأثمنة في متناول الميسورين كما البسطاء، واستفادت في ذلك من الإقبال المتنامي على أجهزة الاستقبال، وتقنيات التحميل المجاني لآخر أفلام هوليود، و"كليبات" مشاهير الغناء، عبر انتشار أجهزة ال"آيبود". ومرة أخرى، سيصبح درب غلف أول المستوعبين لهذه الثورة الرقمية، بحكم سمعته كمركز تجاري يتلون كجلد الحرباء، وبفعل الهيمنة الصينية على وجه الخصوص، تراجعت منتجات "الطاليان"، ولم تعد مصدر ربح مغر أمام منتجات صينية تقلد أرفع العلامات التجارية في أدق تفاصيلها، الشيء الذي دفع الغالبية العظمى من باعة الألبسة إلى التوجه نحو المنتجات الإليكترونية، وحتى الذين لا يفقهون شيئا في هذا المجال، بادروا إلى تشغيل شباب من خريجي معاهد التكوين المهني "شعبة الإليكترونيك"، أو وضع محلاتهم تحت تصرف تقنيين لقاء عمولة على البيع. أفضى هذا التحول إلى ولادة نشاط افتراضي، يضع الزبائن في حيرة من أمرهم، جراء تنوع السلع حسب الطلب، وأصبحت سلع درب غلف تتنوع بتنوع زبائنه، فمن أصغر رقاقة حاسوب، إلى أرفع شاشات "الهوم سينما" المسطحة، مرورا بآخر أنواع الهواتف المحمولة، التي تسقط بين أيدي الباعة، فور ظهورها في وصلات إشهارية. استأثر درب غلف، في السنوات الأخيرة، باهتمام الإعلام المغربي، الذي أسهب في ذكر غرائب هذا المركز، إلى درجة أن البعض وصفه باسم "سيليكون فالي" المغرب، حيث السيادة لعالم افتراضي يكاد لا يهتدي إلى نهاية. غير أن شهرته التجارية هذه، لم تكفل له سمعة حسنة مكتملة الصورة، بسبب تعديه أعراف المنافسة الشريفة، وارتمائه في أحضان القرصنة. و أصبح هذا المجمع التجاري وجهة لمدمني الفن السابع، إلى درجة بات في حكم المألوف أن يصرف الزبون نهمه السينمائي في أشرطة ما تزال أحيانا، قيد العرض في الولاياتالمتحدة، وربما يكون الزبون نفسه، أوفر حظا من نظرائه الأميركيين، وهو يستمتع بمشاهدة فيلم في بيته، عوض الانتظار في طوابير طويلة أملا في بلوغ شباك التذاكر. والأدهى من ذلك أن سعر القرص DVD يشجع على زيادة الطلب على الأفلام المقرصنة، إذ لا يتعدى خمسة دراهم، فيما تصل تذكرة قاعات العروض 40 درهما. يعلق "زريقة"، وهو من أشهر باعة الأفلام المقرصنة في درب غلف، قائلا "نحصل أحيانا على أفلام لم تلج بعد القاعات الأوروبية، ويحصل عليها الزبون مقابل خمسة دراهم، وهو سعر مغر جدا مقارنة مع سعر تذكرة السينما، التي تصل إلى 40 درهما، كما أن الزبون بإمكانه استبدال النسخة مقابل دفع نصف سعرها... ". المثير هنا أنه "حتى الأفلام المقرصنة تحتاج إلى الدعاية، إذ "نعمد أحيانا إلى توزيع بعض الأشرطة مجانا" يقول زريقة. ومن سخرية القدر، نجد أنه حتى السياح الأجانب سقطوا في سحر هذه القرصنة، إذ يعرف السوق، في مواسم الذروة السياحية، أفواجا من السياح، يتهافتون على الأقراص، ولذلك ما يفسره، إذ أن سعر النسخة الأصلية، في البلدان الأوروبية، تمثل ضعف نظيرتها المقرصنة بدرب غلف عشرات المرات! استسلام السينما والقنوات التلفزية يحتكر سوق درب غلف الصدارة في فك شفرات القنوات الفضائية المؤدى عنها، فمقابل 20 درهما، يمكن للزبون الاستمتاع بباقة (TPS) الفرنسية، المشكلة من خمس عشرة قناة سينمائية، وست قنوات وثائقية، وخمس قنوات أخرى شاملة، أما عشاق دوري كرة القدم الإسبانية، فبوسعهم التنقل بين قنوات باقة (TAQUILLA)، لمتابعة لقاءات أعتى أندية شبه الجزيرة الإيبيرية. وكلما لجأت هذه المؤسسات إلى تغيير شفرة بثها، يكون تقنيو درب غلف سباقين إلى فكها دون عناء! تطورت تجارة الأقراص المقرصنة في سوق درب غلف، وأصبح لها مزودون تكتلوا في شكل "كارتيلات"، تتصارع من أجل الهيمنة على السوق، الشيء الذي أثر سلبا على دور السينما، التي بدأت قاعاتها تتساقط تباعا كأوراق الخريف، ففي مدينة الدارالبيضاء وحدها، أعلنت أزيد من 40 قاعة إفلاسها، خلال السنوات الماضية، بنايات بعضها أضحت مجرد أطلال تشهد على زمن ولى من غير رجعة، وبعضها الآخر تحول إلى ما يصطلح عليه بالمغرب "قاعة أفراح"، حيث تقام بها حفلات الزفاف والأعذار. وفي السنوات الخمس الأخيرة، عندما بدأت هذه الآفة تمس المنتوج المغربي، شرعت السلطات المعنية في الضرب على أيدي شبكات القرصنة، سيما بعد لجوء فعاليات فنية إلى وسائل الاحتجاج العلنية، مدعومة من المكتب المغربي لحقوق المؤلف، والمركز المغربي السينمائي، مما أدى بالسلطات إلى تنظيم إنزالات مباغتة بدرب غلف، أو مداهمة أوكار القرصنة، إذ اعتقلت سنة 2005 بمدينة الرباط ما بات يعرف ب"عراب" القرصنة، التي عثرت في بيته على مختبر يحوي عدة حواسيب، وآلات للطباعة، ومخزن به أكثر من 40 ألف قرص مدمج. سوق للجميع حكايات كثيرة نسجت حول عباقرة درب غلف، التي تضاهي حكايات "السعيد أبو اليد السوداء"، و"سيف ذو يزن"، و"أبي زيد الهلالي"، و"العنترية"، التي كان يحكيها حلايقو ذات زمان بالسوق ذاته. حكايات تصف قراصنة درب غلف بالنوابغ واللوامع في عالم الإلكترونيك، والحال أن السر كله في الشبكة العنكبوتية، عندما تجود أريحية المقرصنين الكبار بشفرة من شفرات إحدى الباقات. وفي ظل اقتصاد هش، يسوده الاقتصاد غير المهيكل، يبقى درب غلف الملاذ الوحيد للباحثين عن الرفاه. رفاه يتفاوت بتفاوت المداخيل الفردية، الجميع يجد ضالته في هذه السوق، ولا يمكن لأي اقتصادي، مهما اختلفت توجهاته، إلا أن يسلم بأن درب غلف يوجد في صلب الدورة الاقتصادية. وتبدو كل الشفرات قابلة للفك، باستثناء شفرة سوق درب غلف، الذي حار كثيرون في كشف أسرار تكيفه السلس مع متغيرات تجارية سريعة وجارفة، سوق محير فعلا، بخارجه الزاهد، وبداخله الساحر، سوق يستحيل أن يخرج منه الزائر خاوي اليدين.