هي قطرات بسيطة من الأمطار، تلك التي هطلت على العاصمة الاقتصادية، نهاية الأسبوع الفارط، مقارنة بحجم الملمترات التي استقبلتها المدينة قبل ذلك بأيام، إلا أنها كانت كافية جدا لكي يُثار النقاش من جديد حول وضعية البنيات التحتية بطرقات الدارالبيضاء وببعض مرافقها الاجتماعية، بعيدا كل البعد عن جسامة الحدث والوقع الذي تحدثه في نفوس سكان الأحياء/الجيوب الصفيحية وسكان الأزقة الشعبية بدورها المتداعية للسقوط والدور الشبه سليمة التي تفيض قنوات صرفها الصحي وتنفجر بالوعاتها حيث يختلط الواد الحار مع الماء الصالح للشرب! بدرب السلطان تدفقت المياه واقتحمت المنازل بسيدي معروف، فما كان من المواطنين إلا أن هرعوا صوب الهاتف من أجل الاتصال للاستنجاد بالشركة التي كانت لها الحظوة في الظفر بصفقة تدبير قطاعي الماء والكهرباء والتطهير السائل، إلا أن نداءاتهم المتكررة لم تسعفهم وهم يصغون في كل مرة إلى مجيب آلي جامد بدون حياة، فاهتدوا في آخر المطاف إلى تدبر أمرهم بأي شكل من الأشكال، مع رفع أثاثهم/رياشهم الذي بللته/أتلفته المياه ! ممر/نفق مسجد الحسن الثاني ، شأنه في ذلك شأن نفق ابراهيم الروداني حديث التشييد والإنجاز، اختنقت مرة أخرى مجاريهما وارتفع منسوب المياه بها، هذا الأخير الذي أنجز من أجل تقليص/خفض حجم وكثافة الضغط المروري بشريان مهم يتقاطع فيه شارع بئر أنزران وطريق الجديدة وشارع يعقوب المنصور، فإذا به يصبح أداة لتجميع ورفع منسوب المياه، فما كان من مستعملي الطريق بهاتين النقطتين إلا التسلح بالحيطة والحذر لكي لايعلق أحد داخل بركة من البرك كما وقع خلال وقت سابق. دار الشباب درب غلف بدورها لم تسلم من مياه الأمطار التي أتت إلى وقت قريب جدا على مجموعة من أجهزة الحاسوب ببعض القاعات وأغرقت قاعات أخرى، إذ ارتفع منسوب المياه بداخل أرجائها وبالممرات المؤدية صوب القاعات فما كان على روادها إلا «التسلح» بالأكياس البلاستيكية التي «حزموها» على أقدامهم كي يعبروا ما تجمع من مياه ب «ضايات» لم يجد البعض أمامها بدا من الالتجاء إلى «الكرّاطات» والاستنجاد بها لتصريف مياه دائمة التردد على المكان، لم تحفز القائمين على أمر مجلس الدار من أجل التدخل لإصلاح الوضع وتهيئ الفضاء لاستيعاب وتصريف كميات الأمطار التي يمكن أن تهطل في أية لحظة!