لم تعد الجرائد الوطنية تبحث عن الخبر الحقيقي، أو ما يرجع على القارئ بالنفع، بل أصبح الخبر التجاري أهم من توعية المواطن، باعتباره المستهلك الأول للجرائد و المجلات، وبعده "مول الزريعة" الذي يشتري الكيلوغرام الواحد بدرهمين تقريبا. لا يعقل أن تشتري جريدة بثلاث دراهم كي تقرأ عن المهرجان الدولي للفلم القصير، أو حوار مع الباحث في فن العيطة، بل و نجد في بعضها صورة كبيرة لملكة جمال شبه عارية و تعليق صغير في أسفلها نفهم من صغره أنه اسمها الأجنبي والذي عادة نتجاهله. كلها أخبار لا تفيد في شيء سوى لملأ فراغ الصحف، متجاهلين ما قد يعود على الأمة الإسلامية بالنفع، لكن هدا يجعلنا نلقي الثقل على القارئ نفسه أو المستهلك، الذي أصبح شبه ملزم على شراء الصحف و المجلات، دون الحديث عن من يشترونها في الصباح فقط من أجل "لبروطوكول" و صفحة الترفيه، ومن باب الدعابة، عن رجل دهب إلى المكتبة ليقتني جريدة، أخد مفضلته ثم بدأ يتصفحها، فقال صاحب المكتبة كفاك يا رجلا، يمنع منعا كليا تصفح الجرائد هنا، فقال الرجل تمنع عن الناس التصفح لأنك تعرف أن اسطرها مجرد حبر على ورق!! خذ جريدتك و أثرك نقودي تسمع للناس طنينها. عادل العامودي