تحظى مغامرات تسلق القمم الجبلية باهتمام المغاربة نساء ورجالا، سواء تعلق الأمر بالسلاسل الجبلية المحلية أو بأعلى القمم وأصعبها في العالم، حيث بلغ خمسة مغاربة أعلى قمة جبلية في العالم وهي "إيفرست". وبروح التحدي والمغامرة حقق المتسلقون المغاربة عدة أرقام قياسية، آخرها ما أنجزته بشرى بايبانو بوصولها نهاية الشهر الماضي إلى قمة أنابورنا بسلسلة جبال الهيمالايا بارتفاع يصل إلى 8091 متر، لتسجل اسمها ضمن 300 شخص في العالم تمكنوا من الوصول إلى هذه القمة. وهنأ الملك محمد السادس المتسلقة بايبانو إثر وصولها لقمة أنابورنا بسلسلة جبال الهيمالايا ورفعها العلم الوطني، وقال في برقية بعثها لها "إننا لنشيد بما فتئت تبذلينه من جهود كبرى، لتحقيق أفضل الإنجازات في رياضة تسلق الجبال، مجسدة بذلك عزمك وإصرارك المعهود على تشريف المرأة المغربية وتأكيد حضورها المتميز قاريا ودوليا". وتعرف بايبانو ب"المرأة العنكبوت" و"سيدة الأعالي" و"قاهرة الجبال"، وهي ألقاب من بين أخرى تميزت بها عقب إنجازاتها الكثيرة في التسلق، فهي أول امرأة مغربية تصل إلى قمة ايفرست بعد أن كانت أول تجربة لها مع تسلق قمة جبل كليمانجارو في أفريقيا. كما تعد بايبانو أول مغربية تتسلق القمم السبعة، كليمنجارو في إفريقيا (2011)، إلبروس في أوروبا (2012)، أكونكاغوا في أمريكا الجنوبية (2014)، جبل ماكينلي في أمريكا الشمالية (2014)، بيراميدس كارستنزي في إسيانيا (2015)، إيفرست في آسيا (2017)، وفينسون في القطب الجنوبي (2018). وحظيت بايبانو جراء مغامراتها في التسلق بالعديد من الجوائز والتكريمات والاعترافات داخل المغرب وخارجه، حيث وشحها الملك محمد السادس عام 2015 بوسام الاستحقاق الوطني من درجة قائد خلال احتفالات "عيد الشباب". وموازاة مع التسلق، تألقت بايبانو أيضا في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث تخرجت من المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط سنة 1995، والتحقت كمهندسة دولة بوزارة التجهيز والنقل بدرجة إطار عال، وتشغل حاليا منصب رئيسة اللجنة النسوية بالجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل وعضو المكتب الفيدرالي لنفس الجامعة.