أشارت تقارير صحفية إسبانية اليوم السبت، إلى أن الجزائر بدأت تنتقم من إسبانيا بسبب موقف الأخيرة من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء. وقالت صحيفة "ذا أوبجيكتيف" الإسبانية في ذات الصدد، إن الجزائر سمحت بوصول ومغادرة مئات المهاجرين السوريين والأفغان والبنغلادشيين غير النظاميين خلال الشهر الماضي وخاصة خلال الأسبوع المنصرم، على متن قوارب صغيرة إلى سواحل ألميريا ومورسيا جنوبي إسبانيا. وذكرت الصحيفة الإسبانية أنه ووفق مصادرها في الشرطة، تشير التقديرات إلى أن حوالي 1000 شخص تمكنوا من الوصول إلى إسبانيا عبر الجزائر خلال الفترة الأخيرة. وأضافت الصحيفة ذاتها أن الدليل على بداية انتقام الجزائر، حسب مصادرها الأمنية، هو أن وصول هؤلاء المهاجرين إلى الشواطئ الإسبانية أمر غير معتاد، مشيرة إلى أن هناك تفعيلا للخط البحري بين الجزائر والمدن الجنوبية الإسبانية. وأكد ذات المصدر أن هذا التفعيل تزامن مع إعلان موقف إسبانيا من الصحراء، حيث بدأت جموع من المهاجرين السوريين والأفغان والبنغلاديشيين يصلون جوا وبرا إلى الجزائر بغية قطع البحر المتوسط مستغلين الوضع السياسي المتأزم بين الجزائر العاصمة ومدريد. وحددت الشرطة الإسبانية، حسب المصدر الصحفي، بداية تدفقات الهجرة هذه بين نهاية مارس وبداية أبريل، بعد وقت قصير من إعلان حكومة بيدرو سانشيز دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، وهي خطوة وضعت حدا، للأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا استمرت أكثر من عشرة أشهر، لكنها في الوقت نفسه فتحت أزمة أخرى مع الجزائر. وفي مواجهة التفاهم الجديد بين مدريد والرباط، ردت الجزائر واستدعت سفيرها في مدريد للتشاور على الفور، بينما انتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حكومة إسبانيا لفشلها حسب قوله، في "الامتثال للشرعية الدولية من خلال الرضوخ لمطالب المغرب وعدم دعم تقرير المصير للشعب الصحراوي"، قائلا إن " ما فعلته إسبانيا غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا".