بعد ثلاثة عشر شهرًا من اندلاع الأزمة بين إسبانيا والمغرب، استخدمت حكومة بيدرو سانشيز، ولأول مرة، ما تعتبره "ورقة رابحة" عبر لجوئها إلى القصر الملكي الإسباني مراهنة على العلاقات الطيبة التي تجمع بين الملك الإسباني فيليبي السادس والملك محمد السادس، بغية تصحيح الوضع الدبلوماسي المتأزم. وقالت صحيفة "الكونفيدونسيال" الإسبانية، إن سانشيز وحكومته وبالأخص وزير خارجيته خوسيه مانويل ألباريس، يسعون عبر هذه الخطوة "الاستراتيجية"، إلى تقارب "غير مشروط" مع الرباط، التي من جانبها لم تتخذ أي بادرة في الأشهر الخمسة الماضية لإعادة العلاقات مع جارتها الشمالية. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن السلطة التنفيذية حاولت عدم اللجوء إلى الملك الإسباني، ولكنها في الأخير لم تستطع مواجهة السلطات المغربية ما يعني ضمناً أن تمد يدها إلى الرباط دون شروط. واعتبرت "الكونفيدونسيال" أن الحكومة لم تجد بدا من اللجوء إلى الملك فيليبي السادس، إذ أن خطتها الأولية تمثلت في الاستعانة بالوساطة الأمريكية كما حصل في أزمة جزيرة ليلى سنة 2002، حينها رفض رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك أثنار وساطة الملك خوان كارلوس رغم تمتع الأخير بعلاقات قوية مع الحاكمين العرب. وقال العاهل الأسباني، أمس الإثنين، "الآن، يجب أن تسير الدولتان معًا لبدء تجسيد هذه العلاقة"، مؤكدا بذا الصدد قائلا، "الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم شعوبنا". وأضاف خلال حفل الاستقبال السنوي للسلك الدبلوماسي، الذي يضم حوالي 130 سفيرا وممثلا دوليا المنظمات، والذي غابت عنه السفيرة المغربية كريمة بنيعيش، "الملك والحكومة الإسبانية سيبنون علاقات القرن 21 مع المغرب". ولخصت" الكونفيدونسيال" إلى أن مداخلة فيليبي السادس تتشابه مع خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب الذي أدلى به الملك محمد السادس في 20 غشت الماضي، في إشارة تسعى إلى إقامة صلة مباشرة بين الملكين، مؤكدة إلى أن الحكومة الإسبانية الآن تحلل خطاب الملك الإسباني بينها وبين مجلس الملك. وتعيش العلاقات المغربية الإسبانية خلال العامين الماضيين، مناكفات سياسية ودبلوماسية بدأت منذ اعتماد المغرب حدودا بحرية جديدة في مياهه الجنوبية المحاذية لمياه جزر الكناري. وتفجرت "القنبلة الموقوتة" شهر ماي الماضي، عندما استقبلت الحكومة الإسبانية زعيم البوليساريو ابراهيم غالي لتلقي العلاج في مستشفياتها بهوية مزورة ودون إعلام الرباط، تبعها وصول غير مسبوق لآلاف المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة خلال 48 ساعة. و استدعت الرباط إثر تفجر الأزمة، سفيرتها في مدريد كريمة بنيعيش للتشاور، ولم تعد إليها إلى الآن، فيما قلصت إسبانيا تمثيلها الدبلوماسي في الرباط.