كان المغرب حاضرا في الاستقبال الذي خصصه العاهل الإسباني، الملك فيليبي السادس، اليوم الاثنين، لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في إسبانيا، على الرغم من استمرار غياب السفيرة المغربية كريمة بنيعيش للشهر الثامن تواليا، إذ عبر الملك عن رغبته في إنهاء الأزمة مع جاره الجنوبي وبناء علاقات أقوى تتجه نحو المستقبل، في الوقت الذي عجز فيه كل من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية خوسي مانويل أباريس، عن إنهاء المشكلة. وبخصور سانشيز وألباريس، دعا العاهل الإسباني المغرب إلى "السير جنبا إلى جنب مع إسبانيا من أجل بناء علاقات جديدة ترتكز على أسس أقوى وأكثر صلابة"، معبرا عن رغبة مدريد في "الوصول إلى حلول للمشاكل التي تهم البلدين"، وأضاف في خطابه بالقصر الملكي أمام سفراء دول العالم، أنه يرغب في عودة العلاقات الطبيعية مع الرباط، في دعوة غير مباشرة لهذه الأخيرة من أجل إعادة سفيرتها والتي استدعتها وزارة الخارجية المغربية على خلفية أزمة دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا. وأورد الملك أن الحكومتين المغربية والإسبانية متفقتان على إعادة تحديد معالم علاقتهما بشكل مشترك تماشيا مع القرن الحادي والعشرين، وذلك بناء على أسس أقوى، موردا "الآن يجب على البلدين أن يسيرا معا للشروع في تجسيد هذه العلاقة الجديدة، وعليهما الآن أن يعملا على إيجاد حلول للمشاكل التي تهم الشعبين"، قبل أن يُذكر بأن التعاون المتبادل مع المنطقة المغاربية أمر "له طابع استراتيجي بالنسبة لإسبانيا"، مبرزا أن بلاده ستعمل كل ما في وسعها لبناء "فضاء مشترك من السلام والاستقرار والازدهار". وفي كلمات تقترب مما جاء في خطاب سابق للملك محمد السادس، قال الملك الإسباني إن بلاده تركز على أن يكون أساس العلاقات هو "الصداقة والتعاون التي يطبعها الإخلاص والاحترام"، مبرزا أنه يعمل على "صونها وتعزيزها مع جميع الشركاء المغاربيين"، وأضاف أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تمثل "فضاء طبيعيا ورئيسيا للأمن وللتنمية"، موردا أن التعاون أضحى ضروريا وبشكل متزايد لمواجهة التحديات الكبرى المشتركة مثل وباء كورونا والتغير المناخي. وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الملك فيليبي السادس علنا على خط الأزمة مع المغرب، بعد أن عجزت الحكومة عن إنهاء الأزمة الأسوأ ن نوعها منذ سنة 2002 والتي عمرت منذ أبريل من العام الماضي، علما أن الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في 20 غشت 2021، كان قد أورد "إننا نتطلع بكل صدق وتفاؤل لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقة بين البلدين على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات"، لكن العلاقات لم تعرف تحسنا يُذكر لكون إسبانيا لم تُقدم على تغيير موقفها بخصوص قضية الصحراء.