في ندوة حوارية نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، تحت عنوان "هل يتحول العالم اذكاء النزاعات إلى أصل تجاري لوسائل الإعلام؟" قال أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إنه لفهم الحضارات وصدام الحضارات، وجب تفكيك تركيبات مجتمعاتها لأنها ليست عنصرا واحدا. وأَذكر العبادي أن المجتمع المركب هو أصل شرقي، معطيا أمثلة كأحمد دحلان الذي عاش بين "الفايكينغر"، وابن بطوطة الذي جال العالم، امثلة من مجتمعنا عن أشخاص أرادوا التعرف على حضارات وثقافات أخرى، وهو ما حاول فهمه ابن خلدون من خلال حديثه عن المجتمع المركب واختلافاته وخصوصيات كل عصب فيه، يضيف العبادي. واعتبر العبادي أن العالم الإسلامي كان له وعي بالمجتمع التركيبي، وتطرق العبادي في هذا الصدد، إلى استلهام الكاتب الأمريكي فرانز بواز بداية القرن 20، لكتابات ابن خلدون عن المجتمعات المركبة، المتمثلة في النوع، اللغة، الابداع، التنظيم الاقتصادي، الحوكمة الموسيقى والفلكلور والدين الذي لديه بعد آخر. وتطرق أيضا إلى مقال سنة 1964 من الكاتب الفرنسي دومينيك شوفالييه، الذي غاص في الحضارة الإسلامية وعاش في لبنان لتفكيك الحضارة العربية والإسلامية، قائلا إن الفرنسيين تمكنوا من استعمارنا لأنهم درسوا عالمنا الإسلامي والعربي وتعلموا لغتنا. وقال إن شوفالييه اكتشف الصدمة الحضارية التي وقع فيها بعض الكتاب المسلمين إبان الثورة الصناعية الثانية، حيث خط الكتاب المسلمون كتبا تتحدث عن صنائعهم لمقاومة الغزو الصناعي الأجنبي. وشرح العبادي الأمر بكونه استصلاحت ذو أصل فقهي، وهي من الآليات المتاحة لمقاومة الغزو الحضاري. وخلص المفكر المغربي إلى ضرورة بناء المهارات والتكوينات والقدرات لفهم تركيبات الحضارة. وإجابة على سؤال الندوة، كشف العبادي أن 17 ترليون دولار تصرف سنويا في تجارة السلاح، قائلا إن "الصقور الاستراتيجية السالبة" تزكي الصراعات ونزعات "التحرر". وتسائل العبادي، "اذا لم نبني المراصد التي يمكنها تفكيك الحضارات، فأي حوار حضاري نتكلم"، وقال "وجب دعم كليات الآداب والعلوم الإنسانية، ينبغي أرشفة وتوثيق الأصول الحضارية كالذي كتبه ابن خلدون وفرانس بواز وغيرهم لاستبانة المفاصل. وفكك العبادي هذه المفاصل، أولا في الوعي بما نقصده بالحضارة وتصوراتها، ثانيا القنوات لفهم عناصر المجتمع، ثالثا الغايات، رابعا مآلات الحوار، في ضوء مجتمعات الألفا واتباع مشاهير التواصل الاجتماعي وخامسا الضياع والهدر.