فاجأت عاصفة استقالات جديدة حزب العدالة والتنمية، القائد للائتلاف الحكومي، لم تكن هذه المرة بالسهلة، حيث همّت قياديين في الصف الأول للحزب الإسلامي. ويبدو أن المخاض الذي يعيشه الحزب منذ بداية دجنبر الماضي، خصوصا بعد توقيع أمينه العام ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، توقيع اتفاقيات "التطبيع" بين المغرب وإسرائيل، سيلقي بظلاله على الحزب وسيخلف الكثير من الأثر وربما مزيدا من الاستقالات وفي الوقت الذي تتوالى الأصوات الداخلية الممتعضة من التغيير الكبير في مواقف الحزب الذي جعل من القضية الفلسطينية ومحاربة التطبيع إحدى وسائل قوته الرمزية ومحاور قوة خطابه، أكدت مصادر عليمة أن القيادي بالحزب والبرلماني السابق المقرئ أبو زيد الإدريسي قرر تجميد عضويته في الحزب الإسلامي، فيما قدم عمدة مدينة الدارالبيضاء والقيادي بالحزب، عبد العزيز عماري، استقالته من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية. وفي ما لم تؤكد أجهزة الحزب هذه القرارات، قالت المصادر بأن أسباب استقالة العماري كانت بسبب أداء الأمانة العامة ومسار الحزب، وليس بسبب التطبيع مع إسرائيل. أما قرار أبو زيد، فيرجع حسب مقربين منه إلى غضبه الشديد من "انسلاخ الحزب من هويته ومرجعيته الإسلامية، سواء في خطاباته أو مواقفه. ومن شأن هذه الاستقالات أن تؤثر كثيرا على الحزب وعلى مساره، خصوصا وأنها لأول مرة تأتي من قيادة الصف الأول ومن منخرطين في مشروعه منذ تأسيسه في تسعينيات القرن الماضي. فقد سبق لقياديين في الحزب أن هوّنوا من استقالات متكررة لأعضاء في الشبيبة وفي الحزب في مدن عديدة خلال الأسابيع الماضي، لكن الضربة التي تلقاها بقرار العماري وأبو زيد تكتسي أهمية كبيرة، وفق كثيرين.