في أول رد فعل من قيادي في حزب العدالة والتنمية حول ما أُثير أخيرا من انتقادات ضد المقرئ الادريسي أبو زيد بسبب "نكتة سواسة"، قال محمد يتيم عضو الأمانة العامة للحزب المذكور والنائب الأول لرئيس مجلس النواب، إن ما سماها بالحملة المغرضة التي يتعرض لها المقرئ الإدريسي أبو زيد، لا تنفصل عن قضايا أخرى أثيرت في الآونة الاخيرة في الساحة السياسية بهدف الاستفزاز والإثارة وأفتعال المعارك، معتبرا إياها محاولة لممارسة ما قال عنه الإرهاب الفكري على المقرئ، ومحاولة لإسكاته من قبَل جهات أغاظها صوته الجسور في الحق ومواقفه القوية والصارمة المبنية على أسس فكرية وعلمية رصينة والمنتصرة لمرجعية الشعب المغربي وهويته الحضارية. وقدّم يتيم في حديث مع هسبريس تحليله لما رأى فيها خلفيات الانتقادات الواسعة التي طالت أبو زيد، موضحا أن ما جرى ليس منفصلا عن غيرها من الاحداث التي عرفها المغرب خلال الآونة الأخيرة، متهما الجهات التي تقف وراءها بمحازلة خلق أجواء من التصادم والفتنة بدءا من إطلاق التصريحات المستهدِفة في نظره لثوابت أجمعت عليها الأمة وحسم فيها الملك. وفيما يلي نص الحديث الذي أجرته هسبريس مع يتيم: - الكثيرون يعتبرون أن الاستاذ المقرئ أبو زيد يتعرض لحملة وصفوها بالمغرضة تتهمه بالإساءة على الأمازيغ انطلاقا مما ورد في محاضرة ألقيت منذ عدة سنوات، كيف تنظرون كصديق "نضال" لأبو زيد إلى إثارة هذه القضية؟ أولا كنت أود ألّا يرد الأستاذ أبو زيد وان يُعرض عن هذه الحملة المغرضة ولم أكن أود أن الخوض في هذا الهراء ، لولا أن الامر قد تحول الى تهديد للأستاذ المقرئ ابو زيد في سلامته الجسدية ولولا ان الموضوع لم يعد منعزلا. وفي اعتقادي تركيب عدد من الاحداث والوقائع التي تظهر منفصلة يبين ان هناك أجواء أو هناك من يسعى الى ان يخلق أجواء من التصادم والفتنة بدءا من اطلاق التصريحات غير المسؤولة و المستهدِفة لثوابت أجمعت عليها الأمة وعبّر في شأنها بوضوح ملك البلاد أمير المؤمنين حين قال إنه باعتبار هذه الصفة لا يمكنه أن يُحل حراما أو يحرم حلالا، ومرورا بإطلاق أحكام التكفير على شخصيات وهيئات سياسية وانتهاء بالحفر في محاضرة للمقرئ ابو زيد مرت عليه عدة سنوات كي تستخرج منها احكام واستنتاجات باطلة ثم انتهاء بالتهديد للأستاذ ابو زيد في سلامته الجسدية. - بغض النظر عما تفضلت به، ما هو موقفكم من الاتهامات الموجهة للأستاذ ابو زيد والمتعلقة بالإساءة الى الأمازيغ من خلال نكتته التي أثاتر الجدل؟ الاتهامات المشار اليها تتحدث عن إساءة مزعومة لجزء أساسي من هويتنا الثقافية والوطنية ، جاءت بعد نبش غير بريء في محاضرة ألقاها منذ أزيد من ثلاث سنوات خارج الوطن، فاجتزأوا منها مقطعا وظفوه في الترويج لاتهامات فارغة لا يحتاج أبو زيد إلى أن يبرئ نفسه بالنظر إلى ما هو معروف عنه من مواقف فكرية ومسيرة نضالية ضد كل أنواع الظلم والتمييز والعنصرية . في رأيي النبش في محاضرة قديمة في حد ذاته ينم عن نية مبيتة وبالبرغم من توضيحات الأخ المقرئ الإدريسي وشرحه لحيثيات وتفاصيل ما ورد في محاضرته، أبت الجهات التي تقف وراء هذا النبش إلا أن تواصل جهالتها، وبثّها لمفردات الكراهية ضد أبو زيد وحزب العدالة والتنمية، ثم التقطته أطراف أخرى وحولته إلى حملة سب وقذف وتهديد للسلامة الجسدية للأخ المقرئ وتحرشات دنيئة طالته هو وأفراد أسرته . هذا من جهة أما من الناحية العلمية والمنهجية وإن كان من أثاروا القضية لم يرتفعوا الى الطرح العلمي والمبادئ المنهجية والعلمية في الحكم على الأقوال والتصريحات والتي يلتزم بها كافة العقلاء وقواعدها التي تقرر أن قراءة الأقوال والتصريحات ينبغي أن تتم في سياقها وأنه لا ينبغي تحميلها ما لا تتحمله وأن يُقوّل الشخص ما لم يقله أو يُلزم بما لا يقصده ، وأن لازم المذهب كما يقول علماء الاسلام لا يلزم صاحب المذهب ما لم يتبنه أو يؤكده ، خاصة إذا لم يعلم من صاحبها قول بها كما هو ما الشأن في حالة المقرئ ابو زيد وفي الحملة المقيتة التي سعت إلى نعت الأستاذ الجليل والمفكر الكبير المقرئ أبو زيد بالعنصرية ضد الأمازيغ وهو أبعد ما يكون عن ذلك. - ما هي في نظركم إذن خلفيات إثارة هذه القضية في هذا الوقت؟ كما قلت سابقا يبدو ان إثارة هذه القضية لا ينفصل عن قضايا أخرى أثيرت في الآونة الاخيرة بهدف الاستفزاز والإثارة وافتعال المعارك. المسألة الثانية هي أن الدوافع السياسية في هذه الحملة واضحة والا ما العلاقة بين مضمون ثانوي في محاضرة ألقيت منذ سنوات بحزب سياسي مواقفه في المسالة الأمازيغية واضحة ولا غبار عليها ، خاصة وان الحزب لم يستدرج في الدخول الى معارك هامشية تستهدف الاثارة ويريد البعض أن يقدم نفسه فيها في صورة الشهيد البطل. ثالثا يبدو واضحا أيضا أن في الأمر محاولة لممارسة الإرهاب الفكري على الاستاذ المقرئ ابو زيد، ومحاولة لإسكاته من قبَل جهات أغاظها صوته الجسور في الحق ومواقفه القوية والصارمة المبنية على أسس فكرية وعلمية رصينة والمنتصرة لمرجعية الشعب المغربي وهويته الحضارية. وينبغي أن يعلم أن هذه الفصول الرديئة من مسرحية رديئة لن تنطلي على المغاربة ولن تصد المقرئ عن مساره النضالي وتألقه العلمي والفكري.