بعد 43 شهرًا من التقييم سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بتسويق ايكوس IQOSفي الولاياتالمتحدة كمنتج تِبغ مُعَدلِ الخطورة(MRTP) الذي هو بمثابة نظام تسخين كهربائي للتبغ من شركة فيليب موريس الدولية(PMI) ،كماذكر الموقع الإخباري الإفريقيAll Africa . يعتبر هذاالقرار المرة الأولى التي تمنح فيها الوكالة الموافقة على طلبات تسويق لمنتج تبغ مُعَدلِ الخطورة MRTP باعتباره بديل إلكتروني للسجائر. حيث رأت أن جهاز"ايكوس IQOSيتناسب وأهداف تعزيز الصحة العامة وسيكون له الأثر الإيجابي على صحة الساكنة ككل". جاء هذاالقرار بعد مراجعة علمية لأكثر من مليون صفحة من الأدلة التي قدمتها شركةفيليب موريس الدولية PMIكماأخذت في الاعتبار الدراسات المستقلة كذلك. إذ خلصت الوكالة الفيدرالية إلى أن منتجات التبغ التي لا تحدث فيها عملية الاحتراق مثل ايكوس IQOSتختلف عن السجائر من خلال تقليل تعرض الجسم للمواد الكيميائية الضارة أو التي يحتمل أن تكون ضارة. تتماشى هذه النتيجة مع النتائج السابقة للهيئات التنظيمية والعلمية، خصوصا في المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا، الذين وجدوا أن مستويات المواد السامة والضارة التي تنبعث من منتج ايكوس هي أقل من نظيرتها المنبعثة في السجائر المشتعلة. وبالنظر إلى أن التدخين يقتل أكثر من سبعة ملايين شخص في العالم كل سنة، فإن قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يتيح فرصة للصحة العامة لمكافحة وباء التبغ العالمي. إن تشجيع التحول السريع من تدخين السجائر التقليدية إلى بدائل وحلول مثلايكوس IQOS للمدخنين البالغين الذين لم يستطيعوا أو يرغبون في الإقلاع عن التدخين -يمكن أن ينقذ العديد من الأرواح. نلاحظ أن استهلاك السجائر يتزايد بسرعة في إفريقيا وأن عدد الوفيات آخذ في الارتفاع في الوقت الذي انخفضت فيه معدلات التدخين في الدول الغنية إلا أنها تزايدت في البلدان الفقيرة. وبالتالي، يمكن استخلاص الدروس من قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والهيئات التنظيمية المماثلة في أوروبا. في الواقع، من غير المرجح أن يؤدي اتباع نهج دغمائي لمكافحة التبغ يدين جميع منتجات التبغ باعتبارها ضارة بالصحة العامةإلى تقليل الآثار الضارة للسجائر في العالم اليوم. في المقابل، يمكن لقرار تنظيمي قائم على الأدلة والذي يأخذ في الاعتبار تقنيات الحد من الضرر الجديدة أن يساعد في تشكيل سياسات عامة فعالة تهدف للحد من مخاطر التدخين. وفي الأخير، يجب على البلدان تضمين مسألة الحد من الضرر في ترسانتهمالخاصةبتدابير مكافحة التدخين وإشراك أصحاب صناعة التبغ في إيجاد أفضل الوسائللجعل المنتجات الجديدة متاحة على نطاق واسع للمدخنين البالغين الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين أو لا يرغبون في الإقلاع عن التدخين، وربما زيادة الضرائب على السجائر التقليدية وخفضها بشكل كبير على المنتجات المنخفضة المخاطر. في عالم مثالي، سيتجنب البشر جميع المواد غير الضرورية التي تؤثر سلبًا على صحتهم. لكن لسوء الحظ، هذا ليس هو الحال وربما لن يكون كذلك أبدًا،إذ يتطلب الأمر شجاعة وإرادة سياسية، ولهذافمن الضروري أن تتبنى الصحة العامة تدابير لتقليل المخاطر على أكثر من مليار مدخن في جميع أنحاء العالم