نقلت نيويورك تايمز أن قرار ترامب اغتيال قاسم سليماني فاجأ كبار المسؤولين بالبنتاغون لكونه كان الخيار الأكثر تطرفا، في حين تسربت معلومات عن موقف سلفيْه في البيت الأبيض إزاء مقترح تصفية هذا الجنرال الإيراني. وعزت الصحيفة لمسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب رفض بالفعل هذا الخيار أواخر دجنبر الماضي، واختار بدلا من ذلك ضربات جوية ضد مليشيا شيعية مدعومة من إيران. وأضاف المسؤولون أن ترامب ذهب للخيار المتطرف بحلول وقت متأخر من يوم الخميس بعد مشاهدة تقارير إخبارية لأنصار إيران وهم يهاجمون سفارة واشنطن في بغداد، وحسب الصحيفة فإن قرار ترامب فاجأ كبار المسؤولين بالبنتاغون. ووفق مسؤول أميركي، فإن ترامب اتخذ هذا القرار رغم خلافات في الإدارة بشأن أهمية معلومات استخباراتية جديدة حذرت من تهديدات للسفارات والقنصليات والجنود الأميركيين في سوريا والعراق ولبنان، خصوصا بعد أن أتم سليماني جولة في تلك الدول. وقال مسؤولون أميركيون إن الجنرال سليماني كان يخطط لهجوم وشيك يمكن أن يودي بحياة مئات الأشخاص، إلا أن مسؤولين استخباراتيين آخرين شككوا في جدية هذه المعلومات. وكشف مسؤول أميركي أن لدى واشنطن معلومات تشير إلى أن سليماني طلب موافقة المرشد الأعلى للعملية، لكن خامنئي طلب منه قبل أسبوع الحضور إلى طهران لإجراء مزيد من المناقشات. ووفقا لهذا المسؤول فإن المعلومات بشأن الاتصال بين خامنئي وسليماني لا تعبر عن خطر وشيك، إذ لا دليل على أن خامنئي وافق على خطط سليماني بشن عملية. ومن جانبها قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن الإخطار السري الذي تم تسليمه إلى الكونغرس، بموجب قانون صلاحيات الحرب، يثير أسئلة أكثر من تقديمه أجوبة. في بيان صادر عنها، جددت بيلوسي دعوتها إدارة الرئيس ترامب إلى تقديم إيجاز شامل وفوري لجميع أعضاء الكونغرس بغرفتيه بشأن أي عمل عسكري متعلق بإيران وأي خطوات مستقبلية قيد الدراسة. كما أشارت بيلوسي إلى أن الأعمال العسكرية المستفزة والتصعيدية للإدارة الأميركية تضع قوات الولاياتالمتحدة ودبلوماسييها ومواطنيها وحلفاءها في دائرة الخطر. وفي السياق ذاته نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن سلفي ترامب في البيت الأبيض تجنبا الموافقة على اغتيال قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني. وأضافت « أسلاف ترامب (كانوا) يخشون أن يتسبب اغتيال قاسم سليماني بحرب جديدة في المنطقة في وقت القوات الأميركية موجودة على الأرض في كل من أفغانستان والعراق ». وفي هذا الإطار نقلت الوكالة شهادة للنائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين وهي محللة سابقة في « سي آي أي » وخبيرة في الفصائل الشيعية. وقالت سلوتكين التي عملت في البنتاغون في عهدي جورج بوش الابن وباراك أوباما إن هذين الرئيسيين تساءلا عن جدوى اغتيال سليماني. وغردت على موقع تويتر « سؤال واحد منع رئيسين أميركيين أحدهما ديمقراطي والآخر جمهوري من تصفية سليماني »، وهو « هل تستحق غارة جوية عمليات الرد عليها واحتمال زجنا في نزاع؟ ». وقالت « خلصت الإدارتان اللتان عملت لحسابهما أن الغاية لا تبرر الوسيلة. لكن إدارة ترامب قامت بحسابات أخرى ». وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، اعتبر الباحث ماكس بوت أن قتل سليماني كان قرارا خطيرا. وأوضح أن « العملية جعلت منه أكبر قائد عسكري أجنبي تقتله الولاياتالمتحدة منذ إسقاط الطائرة التي كانت تقل الأميرال إيسوروكو ياماموتو في 1943″، في إشارة إلى الياباني الذي خطّط لهجوم بيرل هاربور في دجنبر1941.