تعود الساحرة المستديرة إلى شغل القارة العجوز الليلة وإجبار عشاق الكرة من أقصى العالم إلى أقصاه بضبط ساعاتهم على توقيت المباريات، وذلك عندما ينطلق الموسم الجديد من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. فرغم أن صافرة بداية البطولة تنطلق الليلة بأولى مباريات دور المجموعات فإن محبي « الجلد المدور » على موعد مع مواجهات من العيار الثقيل بين كبار القارة. البداية مع ليفربول بطل الموسم الماضي ومواجهته المنتظرة في المجموعة الخامسة ضد مضيفه نابولي الخصم العنيد الذي كان قاب قوسين من الإطاحة به من دور المجموعات الموسم الماضي. وشكلت مواجهة الفريقين في ختام دور المجموعات الموسم الماضي التي انتهت بفوز « الليفر » بهدف نظيف، نقطة التحول الفعلية التي ساعدت الفريق الإنجليزي في مواصلة رحلته إلى منصة التتويج بلقبه السادس. وكان نابولي فاز على ضيفه ليفربول – الذي سقط في فخ الهزيمة بجميع المباريات الثلاث التي خاضها خارج ملعبه بدور المجموعات- بهدف نظيف في مباراة الذهاب بدور المجموعات الموسم الماضي. وعندما أجريت قرعة البطولة الحالية في أغسطس/آب الماضي، اختص يورغن كلوب فريق نابولي بالإشارة إليه باعتباره تهديدا كبيرا لفريقه في هذه المجموعة التي تضم معهما فريقي جينك البلجيكي وريد بول سالزبورغ النمساوي. ويفتقد ليفربول هذه المرة جهود حارسه أليسون، حيث يواصل مرحلة العلاج من الإصابة التي تعرض لها في ربلة الساق (عضلة السمانة)، ليحصل أدريان على فرصة المشاركة الأولى في دوري الأبطال هذا الموسم. وقدم أدريان أداء جيدا في الدوري الإنجليزي حتى الآن، حيث حقق ليفربول الفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها بالبطولة المحلية حتى الآن. وكانت مباراة نيوكاسل السبت الماضي هي الأولى من سبع مباريات لليفربول في غضون 22 يوما، ويدرك كلوب أنه يحتاج للمداورة والتبديل بين لاعبيه لتجنب الإجهاد. وفي المجموعة نفسها يستضيف الليلة سالزبورغ فريق جينك، والفريقان يعلمان صعوبة مهمتهما في خطف بطاقة التأهل لثمن نهائي البطولة القارية الأم. وفي المجموعة السادسة التي وصفت بأنها « مجموعة الموت »، يحل برشلونة ضيفا على دورتموند، والفريقان حققا انتصارين ساحقين في البطولة المحلية. ويلتقي الفريقان للمرة الأولى في دوري الأبطال لكنها ستكون المواجهة الأوروبية الثانية بينهما بعد كأس السوبر الأوروبي عام 1997، إذ تعادلا في دورتموند 1-1 وفاز برشلونة بمجموع المباراتين 3-1 بعد الفوز بهدفين دون رد في الكامب نو. وسحق دورتموند باير ليفركوزن برباعية نظيفة السبت الماضي في البوندسليغا، فيما حقق برشلونة فوزا كبيرا 5-2 على فالنسيا في الليغا. ويتمتع دورتموند بخط هجوم قوي يقوده الإسباني الدولي باكو ألكاسير -لاعب البرسا السابق- الذي هز الشباك في جميع المباريات الثماني التي خاضها هذا الموسم مع ناديه ومنتخب بلاده. كما يضم خط الهجوم الإنجليزي الشاب جادون سانشو، والألمانيين الدوليين ماركو ريوس ووجوليان براند، لكن دورتموند يعاني من نقاط ضعف كثيرة في خط الدفاع. ويحتاج دورتموند بالتأكيد في مباراة الليلة إلى مزيد من التوازن بين صلابة الدفاع والهجمات المرتدة السريعة التي يجيدها وذلك رغم احتمال غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يتعافى من الإصابة لكنه رافق الفريق في رحلته إلى ألمانيا. ولم يكن الفوز الكبير على فالنسيا هو المكسب الوحيد للفريق الكتالوني بل كان الأداء الرائع للاعب الناشئ أنسو فاتي -الذي سجل هدفا وصنع آخر- من مكاسب عدة تحققت في هذه المباراة. وفي المجموعة ذاتها، يستضيف إنتر ميلان متصدر الدوري الإيطالي بتسع نقاط من ثلاث مباريات، سلافيا براغ التشيكي أضعف فرق المجموعة. وفي المجموعة الثامنة، يستضيف تشيلسي العائد لدوري الأبطال والمنتشي من فوزه الكبير على ولفرهامبتون السبت الماضي في البريميرليغ 5-2، فالنسيا المصدوم من إقالة مارسيلينو مدربه السابق المفاجئة، وخسارته الساحقة أمام البرسا 2-5 في الليغا. ويستعد هداف تشيلسي التاريخي لامبارد، لخوض أول مباراة له مدربا في دوري الأبطال منذ أن حل بديلا للمدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري. ويعول لامبارد على جيل شاب من اللاعبين يقدم عروضا لافتة هذا الموسم في مقدمتهم، تامي أبراهام (21 عاما) الذي سجل ثلاثية في مرمى ولفرهامبتون ويتصدر قائمة هدافي البريميرليغ ولاعب الوسط الشاب ميسون ماونت (20 عاما) الذي أحرز هدفا من أهداف فريقه الخمسة. أما أياكس أمستردام مفاجئة النسخة الماضية والذي خرج من نصف النهائي وكان قاب قوسين من النهائي، يخوض مباراته الأولى في دور المجموعات أمام ضيفه ليل الفرنسي. وعانى الفريق الهولندي -الذي باع عددا من نجومه- بشكل كبير لتخطي أبويل القبرصي في الدور التمهيدي للبطولة. وفي المجموعة السابعة -التي اعتبرت مجموعة في الدوري الأوروبي نظرا لتواضع مستويات فرقها- يستضيف ليون الفرنسي، زينيت الروسي ويحل لايبزيغ الألماني ضيفا على بنفيكا البرتغالي.