يعقد الحزب الاشتراكي الموحد مؤتمره الوطني الرابع اليوم، تحت شعار « دعم النضالات الشعبية من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية »، وسط جدل بخصوص الدعوات التي وجهها الحزب لمختلف الفاعلين للحضور لجلسته الافتتاحية، المقررة بمسرح محمد الخامس بالرباط. ورفض الحزب الاشتراكي الموحد توجيه الدعوة لكل من سعد الدين العثماني، الامين العام لحزب العدالة والتنمية، والياس العماري، الامين العام للأصالة والمعاصرة، وعزيز اخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، وامحند العنصر، الامين العام لحزب الحركة الشعبية، ومحمد ساجد، الامين العام للاتحاد الدستوري. بالمقابل وجه الحزب دعوات لكل من ادريس لشكر، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد نبيل بنعبد، الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال. ويرى رشيد لزرق، باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش أن الأسئلة المطروحة حول مؤتمر فيدرالية اليسار هو ان يكون « بيت اليسار » في مواجهة المد اليميني الذي يبدو حاليا مسيطرا دون منازع على الساحة السياسية التعددية بالمغرب. وبخصوص عدم توجيه الدعوة لعدد من القيادات الحزبية بعينها، قال لزرق أن الحزب الاشتراكي يعتبر هذه الاحزب مصنوعة، بما فيها للعدالة والتنمية على اعتبار أن نشؤوها جاء من فوق لمواجهة الأحزاب الكتلة الديمقراطية و الاعتبار الثاني هو ارتكازها على الدين وبالتالي باقي الأحزاب هي مصطنعة، مضيفا أن دعوة لشكر وبنعبد الله وبراكة، ٍاجع إلى كون رفاق منيب يعتبرون أن الكتلة الديمقراطية هي الأحزاب الديمقراطية الطبيعية أما باقي الأحزاب فيه إدارية وتابع في تصريح خص به « فبراير » أن أسئلة عدة تطرح اليوم على اليسار المغربي عموما هو الآفاق التي تهم انتظارات المغاربة و قدرة، تكتل هذه التنظيمات الحزبية اليسارية من الإجابة على مسألة الهوية؟ هذا السؤال في الهوية هو إحدى العقبات التي تفسر فشل جل الأحزاب اليسارية (بما في الاتحاد الاشتراكي و التقدم والاشتراكية). وسجل المتحدث نفسه أن حزبي علي يعتة وعبد الرحيم بوعبيد لم يحسما مع أي علمانية يريدان هل على الطريقة الفرنسية أم الطريقة الانجليزية أم علمانية على الطريقة المغربية بمعنى الذي أسس له الدستور و المتمثل في إسلامية الدولة و علمانية الحكومة. وتابع لزرق طرح التساؤلات بالقول » ماذا أعدت القيادات فدرالية اليسار لمواجهة الانقسام الذي تعرفه الأحزاب اليسارية و هل تجميع له بعد استراتجي أم فقط تكتيكي؟ »، مضيفا أن الأمر يستلزم رؤية واضحة ووضوح في المشروع من أجل تجديد الخطاب السياسي لتواصل مع فئات جديدة داخل المجتمع و في زمن الثورة الرقمية في ظل استفحال الفساد و بروز قيادات الشعبوية، و استعمال بعض من اليسار النزعة العائلية المحافظة كراس مال رمزي في ظل كون جوهر اليسار هو المجتمع التعاقدي ». وزاد قائلا أن « التجارب الدولية الناجحة راجعة إلى كون بعض احزاب اليسار هي من استطاعت الإقدام على إصلاحات موجعة و التي بقدرتها على فك المعادلة عبر جذب نخب العالية التكوين القادرة على إبداع و الإنتاج بعيد عن الأنانية باسم العائلة أو باسم عقد الماضي بهذا وفقط يمكن خلق ثورة ثقافية القادرة على إخراج المغرب من المرحلة الانتقالية و تأسس لمجتمع حداثي متضامن قادر على الاندماج في المنظومة الدولية »