نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وفي انتظار أن يرن هاتف الداخلية حول لقاء محتمل لتسلم آخر القوانين الانتخابية، يجدد اللقاء بالحلفاء في الكتلة الديمقراطية كما في اليسار. أمس الجمعة تجدد اللقاء بين نبيل بنعبد الله وعباس الفاسي الأمين العام لجزب الاستقلال في انتظار أن يلتقيا بعبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي. لهذه اللقاءات هدف واحد هو خلق تحالف يكون موازيا وموازنا للتحالف الليبرالي الذي يجمع كلا من الأصالة والمعاصرة، الحركة الشعبية، التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، هذا التحالف لا تنظر له قيادات الكتلة كما قيادات اليسار والعدالة والتنمية بعين الرضا. وتفضل الكتلة حتى الآن البحث عن ميزان للقوة دون اللجوء إلى خدمات العدالة والتنمية، وأيضا دون أن تغلق الباب في وجه إخوان عبد الإله بنكيران، فهذا نبيل بنعبد الله يكتفي بالقول في تصريح ل”الأحداث المغربية”: “الاتصالات الأولية سنجريها مع الكتة واليسار”. هل سيكون العدالة والتنمية من بين الأحزاب التي ستتشاور معها الكتلة بخصوص التحالفات المستقبلية؟ نبيل غير ميال للحسم في هذا الأمر، والجواب عن هذا السؤال يفضل مكانه أن يعيد القول: “في المرحلة الأولى سنتصل بحلفائنا في الكتلة واليسار”. ربما يحاول نبيل بنعبد الله أن يعكس التصورات والآراء المتداولة بين قيادات الكتلة الديمقراطية التي لا ترى أية إمكانية في المرحلة الراهنة تدعو للتحالف مع حزب المصباح، وتفضل بدلا عن ذلك ترك الباب مفتوحا إذا فرضت الرغبة في سد الباب على التحالف الليبرالي الرباعي، اللجوء إلى خدمات عبد الإله بنكيران. الكل على ما يبدو مرتبط بما سيسفر عنه اللقاء مع الأحزاب اليسارية الأخرى، إذ خصص لها نبيل بنعبد الله وعبد الواحد الراضي يومه السبت، والتشاور سيكون في بيت عبد المجيد بوزوبع على أن تحضره قيادات من الحزب العمالي، جبهة القوى الديمقراطية، وتحالف اليسار الديمقراطي. جمع اليسار على طاولة واحدة يومه السبت هو القضية التي نجح فيها ممثلو الكتلة الديمقراطية المجتمعون مؤخرا بمقر الاتحاد الاشتراكي، أحمد الزايدي عن الاتحاد الاشتراكي، محمد السوسي عن حزب الاستقلال وأمين الصبيحي عن التقدم والاشتراكية، بعد فشلهم في إصدار مذكرة مشتركة حول القوانين الانتخابية، ويبقى التحدي هو مدى إقناع باقي الفعاليات اليسارية، خاصة تحالف اليسار الديمقراطي الذي يشترط تحديد المواقع قبل المواقف، والموقع الأفضل لليسار عند التحالف هو المعارضة. سعيد جادلي