"متمرد على القطيع سافل ولا أخلاقي من منظور البهائم" هكذا يصف نفسه، يتحدث بجرأة كبيرة معتبرا أنه لا حدود"للمقدسات". يتبول على "الواقع"، طيلة الوقت أمام جهاز الحاسوب والسجارة بين أنامله، إنه "مفكر لا منتمي". من يكون هذا الشاب الذي اعتقلته السلطات الأمنية بمدينة مراكش يوم الثلاثاء 28 ماي بتهمة “الحيازة والاتجار في المخدرات"؟ هو مدون، ناشط فايسبوكي، أو بالأحرى كما كتب على "البروفايل" الخاص بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك" كاتب تعليقات "وستاتوس" بالفايسبوك وبائع متجول في أوقات الفراغ". لم يكمل دراسته لنتقل الى رحاب الجامعة، ورغم ذلك، وبلغته الساخرة، فإنه يدرس" بملحق جامعة هارفرد بحومة الشوك" كما كتب على صفحته، إلا انه شاب عصامي كون نفسه بنفسه. "سقراط" إنه "إنسان أكثر من رائع..وصحبته لا يشبع منها أبدا" هكذا قال عنه الكاتب الصحفي عبد الكريم لقمش، سقراط الشاب المنحدر من عروس الشمال طنجة، كان رفقة مجموعة من الأشخاص وراء ظهور حركة مالي وتنسيقية حركة 20 فبراير بطنجة. محمد سقراط عرف لدى الأوساط الشبابية كونه سليط اللسان، ساخر في تعليقاته وتدويناته التي لم يسلم منها اليسار الراديكالي أو الإسلام السياسي، أما مدونته فهي فضاء لمواضيع يتحدث فيها بجرأة دون حرج أو قيد، رغم أن البعض يسميه ب"المخربق". محمد سقراط، شارك في جلسات لجنة عبد اللطيف المانوني لصياغة الدستور العام الماضي لتقديم اقتراحاته في الإصلاحات السياسية بالمغرب. والدة سقراط نفت كل ما راج عن حيازته للمخدرات والتجارة فيها قائلة:"لو كان ابني تاجر مخدرات لكانت له أملاك ولظهرت عليه سمات الغنى"، إنه صاحب "فراشة" لبيع الملابس. صاحب مدونة "الزعيم سقراط" الذي حكم عليه بسنتين سجنا نافذة وغرامة مالية قدرها 5000 درهم في تهمة الاتجار في المخدرات، أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان “عن بالغ قلقها من محاكمته السريعة"، حيث تمت إحالته بسرعة مريبة إلى المحاكمة يوم 7 يونيو، قبل أن تؤجل المحكمة الابتدائية بمراكش البت في قضيته إلى جلسة الجمعة المقبلة 15 يونيو، بناء على طلب هيئة الدفاع. لسقراط الباذخ السخرية مدونته التي كتب عليها بمداد من التهكم:"محاولة للكتابة على اللوح الالكتروني بعدما مللت من الكتابة على ورق المرحاض" وأما عن الحياة فيقول عنها أنها تريدنا" لا مبالين ساخرين جريئين".