بعد مرور 14 سنة على دخول الإرهاب للمغرب، واهتزاز مدينة الدارالبيضاء على ذوي إنفجارات، مازال ملف السلفيين مفتوحا ويعرف اختلافا بين أبرز رموز السلفية في المغرب، خصوصا أن الحدث الإرهابي الذي حول أماكن حيوية داخل المدينة إلى ركام غير معه مسار حياة عائلات الضحايا ومجموعة من الأسماء السلفية في المغرب دخلت السجن بعد حملات تمشيطية عرفتها البلاد، حيث تقرر إثرها قانون لمكافحة الإرهاب. حلول ذكرى 16 تعيد معها طرح سؤال هل مازال السلفيون في المغرب يطالبون بفتح تحقيق لمعرفة من كان وراء تفجيرات الدارالبيضاء، ورد الاعتبار للأسماء السلفية التي قضت سنوات في السجن يعتبرونها « ظلما وعدوانا ». في ذات السياق، قال محمد الرفيقي المعروف « سلفيا » ب »أبو حفص »، أحد أشهر السلفيين في المغرب في تصريح ل »فبراير » إن السلفيين في المغرب وصلوا لمرحلة ينبغي فيها تجاوز مطلب فتح التحقيق لمعرفة الحقيقة حول تفجيرات 16 ماي 2003 التي هزت مدينة الدارالبيضاء. وأضاف أبو حفص أنه من خلال تجربته في السنوات الماضية منذ مغادرته للسجن، أصبح مطلب فتح تحقيق يعيق أي تطورات بخصوص ملف السلفيين في المغرب، خصوصا أن هناك أسماء سلفية مازالت تقبع وراء قضبان السجون. واعتبر أبو حفص أن السلفيين في المغرب أصبحوا اليوم أمام أمور أكثر أهمية، ووجب عليهم الاهتمام بما هو أكثر فائدة، كالنضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين السلفيين اللذين مازالوا يوجدون داخل السجون، وإعادة وإدماج المعتقلين اللذين أطلق سراحهم اجتماعيا واقتصاديا من أجل الرجوع مرة أخرى للمجتمع. وإذا كان أبو حفص يرى ضرورة الابتعاد على مطلب فتح تحقيق في تفجيرات 16 ماي، فإن حسن الكتاني أحد شيوخ السلفية والمعتقل السلفي السابق، يعارضه هذا الرأي. وقال الكتاني في حديثه مع « فبراير » أن مطالب فتح تحقيق حول تفجيرات 16 ماي التي هزت مدينة الدارالبيضاء مازالت قائمة حيث إن عدد من السلفيين ظلموا بعد هذه التفجيرات. وأكد الكتاني « مازلنا نطالب بفتح تحقيق لمعرفة السبب في تفجيرات 16 من ماي ومن كان يقف وراءها »، مضيفا « نحن ظلمنا بسبب هذه التفجيرات وأصبحنا شماعة علقت عليها كل هذه الأحداث الإرهابية ». وأضاف الكتاني أن « ملف السلفيين في المغرب مازال يراوح مكانه، ولم يحل بالطريقة التي يمكن أن تخرج هذه الفئة من عنق الزجاجة »، معتبرا أن « أمور السلفيين ذهبت إلى تغيرات كبيرة لم تكن متوقعة، كالتحاق عدد كبير من الشباب بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق ». وكشف المتحدث أن مجموعة من الشباب السلفيين كانوا يحملون أفكار متشابهة، ولكن بعد سنوات من السجون والمعاناة أصبحت لديهم أفكار مختلفة، وهناك بعض الأسماء الشهيرة التي ارتمت في أحضان العلمانيين، وأصبح الشخص الذي كان في صف المسلمين، وصار في صف العلمانيين والمراجعات الفكرية كلام لا تأثير له في الواقع.