في السادس من أبريل 1994، شنت قيادة ««الهوتو» والتي كانت تمثل حينها الأغلبية السياسية برواندا، الأقلية التي كانت تسمى «توتسيي»، فقتلت في ظرف مائة يوم 800 ألف شخص. لم تكتفي جماعة «الهوتو» بالقتل فاغتصبت آلاف النساء، وقدرت الإحصائيات المتعلقة بعدد «التوتسيين» الذين قتلوا في طرف المائة يوم 75 في المائة من التوتسيين. وعلى الرغم من ذلك، فقد انتهت الإبادة الجماعية في يوليوز 1994، ووصلت الجبهة الوطنية الرواندية إلى السلطة، قيادتها من التوتسيين! آثار الإبادة لم تتوقف عند القتل والاغتصاب، وإنما أيضا سجن ما يزيد عن مائة ألف شخص! وقد تطلب الخروج من آثار الإبادة الجماعية عشرة سنوات، حيث حاولت رواندا من إعادة بناء ذاتها عن طريق نظام الاتحاد والمصالحة الذي يسمى عند رواندا «الغاكاكا»، والذي يطمح إلى الصفح عن المتورطين في جرائم الإبادة، إلا أن أصوات المدافعين عن العدالة دفعت رواندا إلى إقامة محكمة جنائية لإدانة المتورطين في جرائم الإبادة، وصدر حكم تاريخي في حق عدد من المسؤولين عن الإبادة الجماعية، إلا أن ذوي الضحايا اعتبروا القرارات الصادرة عن المحكمة الجنائية غير كافية. لم تخرج رواندا من حالة الاحتناق السياسي والتدهور الاقتصادي والاجتماعي إلا في سنة 2003، أي مع تنظيم الانتخابات الرئاسية، حيث عم الاستقرار وبدأ مسار الإقلاع السياسي والاقتصادي يتطور برمزياته ودلالاتخو ومنها تمكين المرأة من مناصب سياسية واجتماعية، بالنظر للعنف الرهيب الذي تعرضت له أيام الإبادة الجماعية.