قضت محكمة جرائم الحرب في رواندا بالسجن مدى الحياة على ثلاثة من كبار الضباط السابقين في الجيش الرواندي بعد إدانتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال المذابح العرقية التي شهدتها رواندا عام 1994 وراح ضحيتها نحو 800 ألف شخص.وأدانت المحكمة التي تتخذ من أروشا في تنزانيا مقرا لها كل من الكولونيل ثينوسيت باجوسورا القائد السابق للجيش الحكومي، وأناتولي نسيجموفا وألويز نتاباكوزي القائدين بالجيش بتهمة قيادة اللجنة التي خططت لتنفيذ المذابح ضد أقلية التوتسي والمعتدلين من الهوتو. وبموجب لائحة الاتهام قامت هذه اللجنة بوضع خطة مسبقة للقضاء على المدنيين التوتسي وتصفية عناصر المعارضة من الهوتو. ورفضت المحكمة دفوع المحامين الذين قالوا إن عمليات القتل لم تكن منظمة وبالتالي لايمكن اعتبارها إبادة جماعية. وقد برأت المحكمة البريجادير جراتين كابليجي القائد السابق للعمليات بالجيش واثنين آخرين وأمرت بإطلاق سراحهم فورا. وكانت القوة الدافعة وراء ارتكاب عمليات الإبادة الجماعية في رواندا ه إسقاط طائرة كان على متنها الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا الذي ينتمي إلى قبائل الهوتو في السادس من إبريل/نيسان عام 1994. واعتبر متشددو الهوتو، الذين يؤيدون الحكومة، الحادث إشارة على بداية تصفية منظمه لأقلية التوتسي العرقية ولأي معارضين للنظام من الهوتو. واستمر القتل لمدة 100 يوم قبل أن يتمكن جيش المتمردين، الذي يسيطر عليه التوتسي، من السيطرة على زمام الأمور. وثار منذ ذلك الحين جدل قوي حول من المسؤول عن إسقاط الطائرة. يشار إلى أن ثينوسيت باجوسورا ( 67 عاما) محتجز منذ عام 1996 لدى المحكمة التابعة للأمم المتحدة بعد القبض عليه في الكاميرون. وقد أفادت تقارير بأنه العقل المدبر للمذابح خاصة وانه تولى زمام الأمور السياسية والعسكرية بعد مقتل الرئيس هابياريمانا وفي عام 2006 أصدر قاض فرنسي أوامر دولية باعتقال 9 من مساعدي الرئيس الرواندي بول كاجامي لاتهامهم بالضلوع في اسقاط طائرة رئيس رواندا السابق عام 1994 مما أدى الى ارتكاب مجازر في رواندا. وقد نفى الرئيس الرواندي بول كاجامي هذه الاتهامات واتهم فرنسا بأنها دربت وسلحت مليشيات الهوتو التي نفذت المذابح.