فضيحة اخرى تكشف عن خداع ونفاق الدول الاستعمارية خاصة في مناطق سيطرتها السابقة فبعد أشهر من فضيحة تورط باريس في عملية اختطاف والمتاجرة في أطفال السودان وتشاد انفجرت فضيحة تتعلق بمشاركتها في مذابح بالقارة السمراء. فقد اتهمت رواندا رسميا فرنسا بـالمشاركة في تنفيذ جريمة الإبادة التي شهدتها البلاد عام .1994 وفي بيان لوزارة العدل الرواندية طالبت كيغالي بملاحقة 13 مسؤولا سياسيا كبيرا و20 مسؤولا عسكريا فرنسيين. وجاء في تقرير مكون من 500 صفحة صاغته لجنة تحقيق رواندية أن باريس كانت على علم بالتحضيرات للمجازر وبأنها شاركت في الخطوات الرئيسة لتدبيرها، كما شاركت في تنفيذها. وأكدت الوزارة في بيانها أن عسكريين فرنسيين ارتكبوا بأنفسهم وبشكل مباشر جرائم اغتيال لأفراد من قبيلة التوتسي ومن الهوتو المتهمين بإخفاء توتسي، كما ارتكب عسكريون فرنسيون عمليات اغتصاب عديدة لناجيات من التوتسي. وأضاف البيان أنه نظرا لخطورة الوقائع المذكورة طلبت الحكومة الرواندية من الهيئات المعنية اتخاذ الخطوات اللازمة لجلب المسؤولين السياسيين والعسكريين الفرنسيين الضالعين للمثول أمام القضاء. وكانت كيغالي قد اتهمت باريس في الماضي بالتغطية على دورها في تدريب قوات ومليشيات نفذت المذابح التي أدت إلى مقتل نحو 800 ألف شخص وبدعم من زعماء قبائل الهوتو الذين نفذوها.