عندما طفت على السطح فضيحة اختطاف الأطفال بتشاد، من قبل جمعية تضع كغطاء لها تقديم مساعدات إنسانية لأطفال القارة السمراء الممزقة بالحروب والجوع، وثبت أنها تعمل على اختطفاهم، انبرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للأمر، وأصر على إقحام نفسه في القضية إذ قام بزيارة للتشاد من أجل تسلم الصحفيين الفرنسيين الثلاثة والمضيفات الإسبانيات الأربع، بعد أن أدينوا باختطاف 103 أطفال من تشاد ودارفور، قالوا إنهم يتامى وأنهم كانوا يحملونهم إلى أوروبا من أجل تقديم المساعدة لهم، واتضح أن الأمر لايعدو عن كونه عملية اختطاف كبيرة بعد تدخل عائلاتهم. جديد هذا الملف يشير إلى احتمال تورط الرئيس الفرنسي شخصيا في الفضيحة، إذ أن جمعية آرشي دو زوي التي تنسب لها الفضيحة، استفادت من الدعم اللوجيستي لوزارات الخارجية، الدفاع والداخلية التي رخصت لها الدخول إلى تشاد في الوقت نفسه الذي كان أفراد من القوات المسلحة الفرنسية في برج المراقبة بـأبيشي للإشراف على ترحيل الأطفال اليتامى. وجمعية آرشي دو زوي، تابعة لشركة فرنسية خاصة مكلفة بالصحة هي باريس بيوتيك سانتي، وتمول بطرق مشبوهة من شركة بيو أليانس فارما الخاصة بإنتاج الأدوية، التي يحتل فيها الأخ الشقيق للرئيس الفرنسي، فرانسوا ساركوزي منصبا هاما. العديد من المراقبين أشاروا إلى صلات تربط الشركة بقضية الممرضات البلغاريات اللواتي تورطن في فضيحة حقن أطفال ليبيين بحقن أدت إلى إصابتهم بداء فقدان المناعة المكتسبة سيدا، وهذا ما فسر تدخل فرنسا في شخص رئيسها في جهود الوساطة والتفاوض من أجل إطلاق سراح الممرضات البلغاريات! العديد من المتتبعين يتساءلون عن الدور الحقيقي للشركة التي تحضر أدوية للعلاج من أمراض فتاكة، تجري من خلالها أبحاث وتجارب على مجموعة من العينات البشرية حول العالم، ويتساءلون أيضا عن سر تدخل ساركو وعلاقته بالأنشطة المغلفة للجمعية المتورطة، فـستيفاني لوفيفر رئيسة الجمعية صاحبة فضيحة أطفال تشاد، هي نفسها نائبة مدير شركة باري بيوتيك سانتي، كما أنهم يشككون في الطريقة التي بدأ الحديث بها عن مرض الزهايمر، حيث أضحى أولوية وطنية مباشرة بعد انتخابه رئيسا لفرنسا، واضعين أكثر من علامة استفهام عن علاقة ذلك بمنصب ساركو الآخر وارتباط المصالح بين شركته، وعملاق الأدوية المختصة في مرض الزهايمر الأمريكي فايزر. فايزر هذا تثار حول أنشطته العديد من الفضائح كان آخرها ما نشرته واشنطن بوست عن اتهام نيجيريا له بإجراء تجارب سرية على حوالي 200 من أطفالها العام الماضي، وهو ما نتج عنه وفاة 11 منهم وإصابة المحظوظين من الناجين منهم بالشلل، والصم وخلل في الدماغ... وقدمت دعوى قضائية معروضة على أنظار المحاكم، تطالب فيها بتعويض مالي وصل على 11 مليار دولار. سوق تجارة الأدوية، سوق عالمية معروفة بأرقام معاملاتها الفلكية، والارتباطات المصلحية بين العاملين فيها. والمختبرات التي تقوم بالأبحاث، تمول من قبل شركات ضخمة لاهم لها إلا الوصول إلا مضاعفة الأرباح واكتساح الأسواق ولو من قبيل اختراع أمراض جديدة واكتشاف أدوية لها. وإذا ماتم تجميع خيوط فضيحة آرشي دو زوي، فإنها لامحالة ستكون حبلا يضعه ساركوزي حول رقبته لينتحر سياسيا وإنسانيا.