تسلم وزير المالية الفرنسي المنصرف نيكولا ساركوزي رئاسة الحزب الحاكم الذي ينتمي اليه الرئيس جاك شيراك يوم أمس الأحد الأخير في حفل ضخم بلغت تكلفته حوالي 5 ملايين أورو وحضره 40000 شخص. وحصل ساركوزي على نسبة 85,1 في المئة من الأصوات محققا بذلك ثأرا كان ينتظره منذ عام 2002 حيث وصف بالخائن. وشكر وزير الاقتصاد والداخلية سابقا زوجة الرئيس الفرنسي بيرناديت شيراك على حضورها الأخوي حسب تعبيره، كما شكر مؤيديه الذين حجوا لمؤازرته ومساندته.وألقى عدد من الوزراء والشخصيات السياسية كلمات بالمناسبة على رأسهم الوزير الأول رافاران ويحل ساركوزي محل ألان جوبيه حليف الرئيس الفرنسي الذي أدين بتهمة الفساد في فضيحة مالية في الحزب. ويعتبر ساركوزي من السياسيين الذين لا يخفون طموحاتهم، ويتوقع أن يستثمر منصبه لتعبئة التأييد لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2007 ضد شيراك. ويعتبر ساركوزي واحدا من السياسيين الأكثر شعبية في فرنسا، ويتمتع بشخصية كارزمية، ويعتزم الوصول الى القمة في اقل وقت ممكن. ساركوزي هو ابن مهاجر هنغاري، شغل منصب وزير الداخلية ثم وزير المالية، حتى يوم الاثنين. وكان الرئيس شيراك قد تبنى ساركوزي سياسيا، ولكنه تحول الآن إلى منافس. وذهب إلى ابعد من ذلك فقسم الحزب إلى قسمين: قسم سيبقى مواليا لشيراك، وقسم أكبر وأكثر شبابا يعتبر ساركوزي يمثل الأمل في الفوز بالرئاسة عام .2007 ومن الصعب تحديد المعتقدات السياسية التي يتبناها ساركوزي، بالرغم من أنه على شاشات التلفزيون الفرنسي وعلى الصفحات الأولى من الصحف معظم الوقت.إنه رجل مليء بالحماسة. في الاقتصاد، أفكاره مزيج من الليبرالية والمحافظة، وهو يدعو الفرنسيين إلى مزيد من النجاح الاقتصادي، ويحثهم على مزيد من العمل. وعندما كان وزيرا للداخلية، كان متشددا في التعامل مع الجريمة، ولكنه كان يتبنى أفكارا ليبرالية في المسائل الاجتماعية ويعتقد أن فرنسا يجب أن تعمل الكثير من أجل مساعدة الاقليات العرقية ودمج المسلمين الفرنسيين في المجتمع. وقد عبر عن هذه الأفكار في كتابه الأخير الذي أثار نقاشا ما يزال مفتوحا وهو كتاب الجمهورية والدين والأمل. التجديد/ وكالات