انتهت جريمة اختطاف مجموعة من الفرنسيين ل 103 طفلا من السودان والتشاد للاتجار بهم في أوروبا، بمهزلة وفضيحة جديدة مما يثبت مرة اخرى ان الغرب الاستعماري لم يتخل عن سياساته. فقد افرج مساء يوم الاثنين عن ستة فرنسيين اعضاء في منظمة آرش دو زويه من عدة سجون فرنسية في نطاق صفقة بين باريس وحكومة نجامينا بعدما اصدر الرئيس التشادي ادريس ديبي عفوا في حقهم بعد ثلاثة اشهر على ادانتهم بتهمة محاولة نقل103 اطفال الى فرنسا. واتى الافراج عنهم بعد ساعات قليلة على اصدار الرئيس التشادي ادريس ديبي عفوا في حقهم بموجب مرسوم. وكان الفرنسيون الستة يمضون عقوبة بالسجن في فرنسا التي تم نقلهم اليها بعد الحكم عليهم في نجامينا بالسجن ثماني سنوات لكل منهم. والفرنسيون الستة هم دومينيك اوبري وآلان بيليجا والطبيب فيليب فان وينكيلبرغ ورئيس المنظمة اريك بروتو ومساعدته ورفيقته اميلي لولوش والممرضة ناديا ميريمي. وقد اصدر الرئيس ديبي مرسوما ثانيا للعفو عن الوسيط التشادي محمد داغو وهو رئيس حي في تيني المدينة التشادية المحاذية للسودان الذي حكم عليه بالسجن اربع سنوات بعد ادانته بتهمة التواطؤ في محاولة خطف اطفال. اما الشخص الاخير المدان في هذه القضية سليمان ابراهيم ادم وهو سوداني قام بدور الوسيط في منطقة ادري التشادية، فلم يتم العفو عنه لانه لم يطلب ذلك، على ما ذكر وزير العدل التشادي البير باهيمي باكادي لوكالة فرانس برس. وقد رحب اقارب ومحامو الفرنسيين الستة باجراء العفو. وكان محامو الفرنسيين الستة قد استأنفوا الحكم الصادر عن محكمة كريتاي التي حولت العقوبة الصادرة عن القضاء التشادي بموجب القانون الفرنسي. وقال مصدر قضائي ان العفو هو اعفاء من تنفيذ العقوبة لكنه لا يلغي الحكم والذي سيبقى مدونا في السجل العدلي لهؤلاء الاشخاص في حال التنازل عن الاستئناف. لكن الفرنسيين الستة لا يزالون موضع تحقيق في باريس بتهمة ممارسة نشاطات الوسيط في مجال التبني بطريقة غير شرعية والمساعدة على اقامة قاصرين اجانب في فرنسا بطريقة غير قانونية والاحتيال. وقد وجهت الى اربعة منه التهمة من الان في اطار هذه القضية. ويرى المراقبون ان الصفقة الفضيحة كانت معدة منذ اسابيع الا ان تدخل القوات الفرنسية في شهر فبراير الماضي لانقاذ الرئيس ديبي من هجوم للثوار المعارضين له الذين دخلوا نجامينا سرع بمهزلة العفو.