"فبراير.كوم" تنقل لكم كواليس ليلة ساخنة عاشتها أمس لجنة العدل والتشريع، قبل أن تنسحب منها المعارضة في آخر اللحظات. قالت القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة خديجة الرويسي وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إن موقف الشوباني بخصوص إخفائه لحقيقة تأثير انسحاب عدد من الفعاليات الجمعوية الوازنة من الحوار الوطني، يذكّرني بجواب الحسن الثاني على سؤال الصحفيين لما سألوه عن حقيقة المعتقل السري في قلعة مكونة، حيث اكتفى بإجابتهم بأن قلعة مكونة هي مدينة الورود، وقالت كما أخفى الحسن الثاني هذه الحقيقة، فإن الشوباني أيضا يخفي حقيقة انسحاب أسماء وازنة من الحوار الوطني حول المجتمع المدني. وأثناء تدخلات النواب في لجنة العدل والتشريع لمناقشة الميزانية الفرعية لوزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، اعتبر النائب عن حزب الأصالة والمعاصرة الشرقاوي الروداني، أن أسلوب الشوباني في تدبير ملف المجتمع المدني يذكّرنا بقصة "كاثرين الثانية" زوجة "بطرس الثالث" المعروفة ب (المرأة الأفعى)، والتي قالت لزوجها دعني أحكم خمسة أيام وأترأس مجلس الدولة، وبعد أن فتح لها المجال حكمت لخمسة أيام، وطلبت بعد ذلك من زوجها أن يكتب بالحرف، أنها لا تصلح لحكم الدولة، فكتب ذلك فقتلته. وقال الروداني هذه هي قصة الوزير الشوباني مع المجتمع المدني الذي قتل المجتمع المدني، وفرض الوصاية عليه، وحوّل الحوار حول المجتمع المدني إلى حملة انتخابية سابقة لأوانها. المعارضة لم تصمد كثيرا أمام تدخلات نواب الحزب الحاكم، حيث اتّهمت النائبة عن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين المعارضة بالوصاية على المجتمع المدني، الذي انخرط في الحوار الوطني، وقالت إن هذه المعارضة المتباكية والمسترزقة بالفصل 10 من الدستور، تمارس خطاب المظلومية وتشكو من الأغلبية، وتخشى أن تنكشف حقائق الجمعيات التي وُلدت وفي فمها ملعقة من ذهب. وبعد أن أنهى نواب المعارضة جميع مداخلاتهم، قرّروا في خطوة موحّدة الانسحاب من أشغال اللجنة وعدم انتظار، ردّ الوزير الشوباني على انتقاداتهم، وذلك احتجاجا على وصف النائبة الإسلامية لهم بالاسترزاق السياسي، وهو ما جعل الشوباني يقول إن المعارضة سقطت بالضربة القاضية بدون مجهود، وكان عليها أن تنتظر الجواب ليكون لكلامها وانتقادها معنى.