في ظل سياق سياسي واجتماعي خاص، وبعد غياب امتد لأزيد من خمسة أسابيع، من المنتظر أن يظهر رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، يوم غد السبت في أول لقاء جماهيري علني، حيث يعد الأول له منذ لقاء مدينة وجدة الشهير. اللقاء الذي واجه فيه احتجاجات من طرف الأساتذة المتدربين وطلبة معطلين على تدبيره لعدد من الملفات، حيث تعتبر الأقوى في وجهه منذ توليه منصب قيادة سفينة الحكومة قبل أزيد من أربعة سنوات. ومنذ هذا اللقاء، تغيرت الكثير من الأمور في المغرب. فقد قرر الملك تمتيع رئيس الحكومة بحراسة خاصة، كما تزعزع التحالف الحكومي أكثر من مرة، لكن ملف أساتذة الغد ما يزال عالقا، في ظل ارتفاع حرارة المشهد السياسي الوطني، حيث بدأ الإعداد على قدم وساق من طرف الأحزاب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وسط هذا الوضع، بالإضافة إلى تطورات ملف الصحراء وبروز ملفات إقليمية ودولية هامة، تفاعل معها المشهد المجتمعي المغربي، على رأس « وثائق بنما، سيطل بنكيران بمدينة مدينة سلا، والتي سيؤطر فيها لقاء تنظمه شبيبة حزبه، حيث سيبعث من خلاله برسائل إلى أكثر من طرف. المصادر المقربة من حزب العدالة والتنمية أكدت أن بنكيران سيتناول مجموعة من القضايا، على رأسه الاجتماع الذي عقده مع أطراف التحالف الحكومي، على خلفية أزمة رئاسة الحكومة والوزير المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والحامل لحقيبة المالية والاقتصاد، محمد بوسعيد. وسيتناول أيضا تطورات قضية الأساتذة المتدربين الذين يواصلون احتجاجاتهم العارمة ضد مرسومي وزارة بلمختار، حسب المصادر نفسه. لذلك لن يخل اللقاء من رسائل خاصة لأطراف المعارضة، خاصة غريمه التقليدي، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاتحاد الاشتراكي، الذين دخلوا بقوة على خط هذه الأزمة، وتسببوا في جزء مهم من التطورات الأخيرة للملف الذي أصبح ملفا سياسيا كبيرا، ولم يعد ملف « أساتذة الغد » وحدهم.