اجتمع "الكفرة بالله" مثنى مثنى بساحة باليما استعدادا للهجوم على الشعب المغربي المسلم، التفوا حول راية "الفساد". سلاحهم قبلة ، وشعارهم حب.... عدسات المصورين والصحافيين تتهافت من أجل تصوير اللحظة التي ستغير العالم. كل أمسك بخصر صديقته وسحبها إليه لشن الحرب على الأخلاق والقيم، ارتعدت فرائص المسلمين، وصرخوا " اللهم هذا منكر، تراجعوا إلى الوراء غطوا أعينهم، حاولوا المقاومة لكن جيش " العدو" كان الأكثر عددا وعدة. انطلقت الحرب وتطابقت الشفاه. فجأة ظهر البطل المغوار،كاس زجاج في يمناه وكرسي في يسراه وصاح " حنا في بلاد الإسلام اولاد الق...". وأنقذ البشرية من قبلة في الهواء كادت أن تنفجر. جملته الشهيرة وقعتها بأمين البارودي وعلقتها في حائط غرفتي جنبا إلى جنب مع " قد أختلف معك في الرأي لكنني مستعد لكي أموت في سبيل حقك في التعبير عن رأيك" لفولتير. طبعا هي أقوال ماثورة غيرت مجرى التاريخ.
هللتم للبطل تقاسمتم مقاطع الفيديو في صفحاتكم وسميتموه "برجل الموقف "...
يا معشر المنافقين أزيلوا اقنعة التصقت حتى خلتموها وجوها لكم، غطوا عوراتكم التي تعرت من كثرة العقد النفسية، امسحوا ماكياجا تراكم طبقات حد العفن، تقولون ما لا تفعلون، وتفعلون ما لا تريدون...
من منكم لم يقبل صديقته في ركن مظلم من أركان هذا الوطن، من منكم لم يفتخر بفحولته على مسامع أصدقائه بعدد الفتيات اللواتي اصطادهن" لفراشه، من منكم لم يرتكب معصية، من منكم قاوم الشيطان بصدق، ومن منكم لم يستمني على موقع بورنوغرافي. من منكن لم تمثل دور العذراء على ضحيتها....سكيزوفرينيا بلد لا يولي وجهه القبلة ويثور ضد قبلة.
حدثوني عن بطلكم أين يختفي في الحلقات الرئيسية ويظهر في الفواصل الإشهارية ليستعرض عضلاته في السب والشتم والتعنيف بالكلام البذيء والتهديد بالقتل على مسامع شرطة تنصر أخاها الظالم لا المظلوم.
أين كان بطلكم من بلد إسلامي فتح تلفزيونه لتاريخ من القبل مع المسلسلات المكسيكية التي استعمرت بيوتنا فأصبح لعاب عائلاتنا يسيل شوقا لرؤية قبلة الحلقة الأخيرة. فما الفرق بين قبلة مراهقي الناظور وبين قبلة أليخاندرو لكوادالوبي وكاساندرا وإيزميرالدا...
أين كان بطلكم من بلد إسلامي فتح فنادقنا ومطاراتنا لوفود خليجية وأوربية باحثة عن لذة الجنس وطراوة اللحم وكدس في ميزانيته حسابات البترودولار والدوفيس.
أين كان بطلكم من بلد إسلامي يشتري بيعته بتغاضيه عن هكتارات الحشيش الممتاز الذي أصبح المنتوج المفضل في ميزان الواردات العالمية والمرافق الرسمي للمستهلك المغربي.
أين كان بطلكم من بلد إسلامي يرخص فيه أمير المؤمنين ببيع الخمور في شركاته بل وب" برومسيون" الأعياد الدينية، بلد يشرب واعظوه الخمر أكثر من الحليب.
أين كان من بلد إسلامي يثور لثبان جيسي جي ويرافق بناته للاصطياف شبه عراة في السعيدية وأصيلا وطنجة ... بلد إسلامي يتصدر فيه " البورنو" اهتمام ساكنته ويتربع فيها على عرش المواقع التي يزورها المغربي بانتظام وتركيز.
فمن يتعرى في شواطئنا، ومن يشرب خمورنا، ويغتصب أطفالنا، ويغتني على ظهورنا ويرتشي لحسابنا..؟ !
هل بطلكم يدافع عن الإسلام في قبلة؟
العالم يدور حول قبلة منهم من يطبعها على شفتي صديقته ومنهم من يطبعها على يد أسياده... فالعقل السليم في القبلة السليمة.
تجنبت الحديث عن قبلة استبلدنا بها القضاء للانشغال عن تعداد وزراء حكومتنا الجديدة والمنتدبين لديهم، ورواتبهم، وسياراتهم، وشققهم، وعدد المركزيات والفرعيات، وعدد المديريات والأقسام، وعدد الأطر والموظفين،والتعويضات والسفريات والبريمات... وقيمتهم بملايين الدراهم التي تحلب من جيوب المواطنين. استبلدنا بها للانشغال عن تعداد الشهور والأسابيع والأيام والدقائق التي يقضيها أنوزلا صحافيا بتهمة إرهابي. شغلنا بالقبلة لننسى أن دانييل كالفان لا زال حرا طليقا وأن نتائج التحقيق التي وعد بها الملك لم تظهر بعد وأن تقييد مسطرة العفو الملكي لم تتم بعد وأن العشرات من المغتصبين ينالون العفو بينما نحن منشغلين بالقبلة.
قضايا ألهتني عن القبلة لكنها لم تنسيني فيها .... لا يهم أني غير مقتنعة تماما بهذا الشكل الاحتجاجي لكن المهم أني مقتنعة جدا أن من حق الجميع أن يحتج بالطريقة التي يراها شكلا مناسبا للدفاع عن مطالبه. فلم يكن للنضال يوما أن يتجزأ، لكن بين القبلة وقضايا أخرى كلمة اسمها الأولوية.