اعتبر بيت الحكمة أن ردود الأفعال، التي خلفها فيلم المخرج السينمائي المغربي نبيل عيوش »الزين اللى فيك »، أخذت مناحي خطيرة، واتجاهات تعمل على مصادرة الحق في السينما، وفي إعلان الرقابة على الإبداع الفني، والترويج لخطابات أخلاقوية تخشى من مشاهدة الواقع في السينما، بمبررات لا علاقة لها بثقافة النقد السينمائي، ولا بالقراءات الفيلمية القائمة على تقييم العمل السينمائي من مداخل تعبيرية، وجمالية، ودلالية، وتقنية قادرة على الحكم على جودة العمل الفني. وبعد أن ذكر بيت الحكمة بموقفه الداعم لحرية الإبداع والفن، اعتبر أن الهجوم على فيلم سينمائي بمبررات غير موضوعية، أمر يتعارض كلية مع حرية التعبير والإبداع المكفولة دستوريا، وكونيا، كما تتعارض مع ثقافة النقد السينمائي. واعتبر بيت الحكمة أن الفيلم إذا كان يشتغل على موضوعة الدعارة، فالعيب ليس في السينما بل في الواقع، ومن يخشى من السينما لا يمكنه حجب لغة الواقع. وإذا كان العمل الإبداعي ضعيفا أو رديئا ، فينبغي الكشف عن مكامن ضعفه دونما إعلان سيف الرقابة، والوصاية على السينما، ومصادرة الرؤى التعبيرية والفنية بمبررات لا علاقة لها بالسينما. وأشار بيت الحكمة إلى أن قرار منع فيلم سينمائي مغربي قرار خطير، وهو مصادرة مكشوفة لحرية الإبداع والفنون. معتبرا أن قرار المنع يدشن حلقة جديدة من الحلقات التي تستهدف في العمق مشروع الحداثة الفكرية والثقافية بالمغرب، وفي المقابل أعلن تخوفه من راهن ومستقبل الحرية الفكرية والإبداعية التي ناضلت أجيال من أجل تحصينها وتثبيتها كمكتسبات تاريخية ببلادنا، ودق، في الأخير، ناقوس الخطر لما يمكن أن يترتب على قرارات من هذا القبيل.