كشف عدد من الباحثين والسياسيين المغاربة عن رفضهم التام لاستعمال تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي للتنقيب واستغلال غاز الشيست، هذا الرفض جاء خلال المناظرة التي نظمها «فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية»، الجمعة المنصرم بوجدة، حول استغلال غاز «الشيست»، وأكد المشاركون أن الحكومة المغربية ونظيراتها المغاربية بدول الجزائر، ليبيا وتونس، تسعى إلى اتباع الخطوات التي قامت بها مجموعة من البلدان الأوربية، قبل أن تتراجع هذه الدول عن «التكنولوجيا الحديثة التي ظهرت لاستغلال غاز الشيست»، بعد أقل من عقد من العمل بها، وفي سياق التراجعات الدولية عن الاستغلال بالطريقة الملوثة، يدلي وزير الطاقة والمعادن المغربي بتصريح بالملتقى الدولي للغازات الذي انعقد بباريس في 16 نوفمبر 2012، الذي صرح فيه حسب المشاركين بأن غاز الشيست «غاز بيئي ونظيف»، وهو ما لم يقبله المشاركون في اللقاء. وعدد المشاركون في «إعلان وجدة» مجموعة من المخاطر التي تهدد بيئة الشعوب المغاربية نتيجة هذا الاستغلال بهذه التكنولوجيا التي تترك آثارا بالغة على محيط عيش الإنسان، في هذا الإطار أورد الإعلان أن تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي تتم بواسطة حقن، وتتسبب في هدر «كميات كبيرة من الماء (15 إلى 35 مليون لتر لدورة واحدة للتكسير الهيدروليكي) تحث ضغط كبير، مع إضافة الرمال ومواد كيماوية (ما بين 500 و600 مادة كيماوية)». وفي ما يشبه «صرخة إنذار» للمواطنين، قال المشاركون إن هذه التكنولوجيا «شديدة التلويث وتستعمل مواد كيماوية (أكثر من ثلاثين مادة) عالية التسميم ومسببة للسرطان، وبذلك تشكل خطورة كبيرة على البيئة وصحة الإنسان والحيوان»، ويتخوف المهتمون بهذا الموضوع الذي يعتبر، حسب بعضهم، موضوع الساعة الذي أضحى يسترعي اهتمام البيئيين، خاصة على مستوى الفضاء المغاربي، من تلوث الفرشة المائية التي هي في الأصل فرشة حساسة جدا أمام تدخل في الفضاء الطبيعي من هذا النوع، وسبق لدول كانت لها تجارب سوداء في تلوث الفرشة المائية الجوفية بالتحديد التي تشكل الخزان الذي يضمن الاستمرارية للأجيال المقبلة، وغالبا ما تكون هذه التسربات «الثقب المحدث أثناء عملية التكسير بقوة الماء سواء أثناء الاستغلال أو بعد الإغلاق»، وهناك مواد سامة تستعمل مسرطنة دعا علماء في وقت سابق الحكومات والشركات البترولية إلى أن توقف استعمال هذه التكنولوجيا «المهددة لمستقبل الإنسانية»، وفي هذا السياق بالتحديد يرى الباحثون أن استبدال هذه التكنولوجيا لا يعني بالضرورة الإضرار بالاقتصاد الوطني، مع وجود بدائل لمصادر الطاقة الأحفورية بالطاقة النظيفة وغير الملوثة والمستديمة، كاستغلال الطاقة الشمسية والريحية والبحرية (من مد وجزر) والمغناطيسية على مستوى العالم. ويعارض البيئيون المشاركون في هذا اللقاء «الاتفاقيات المبرمة في صمت ودون استشارة للشعب والممثلين المنتخبين من مختلف الجماعات المحلية وبين الحكومات المغاربية في تونسوالجزائر والمغرب مع مختلف الشركات البترولية من أجل استكشاف واستغلال غاز «الشيست»، في هذا السياق كشف محمد بنعطا، رئيس جمعية فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقية، أن البيئيين يعانون «انعدام التعاون لزيارة حفر التنقيب لاستغلال غاز الشيست على التراب المغربي»، قبل أن يدعو إلى «تعبئة شاملة للمواطنين والمنتخبين على الصعيد المحلي والجهوي والوطني وكذا البرلمانيين من أجل التوعية بالعمل على إيقاف التكسير الهيدروليكي».