ناقش مشاركون في مناظرة نظمها فضاء التضامن و التعاون للجهة الشرقية، نهاية الأسبوع بوجدة حول غاز الشيست، مخاطر استغلال هذه المادة و تأثيراتها السلبية على البيئة و الصحة العمومية. وأجمع المشاركون، الذين يمثلون عددا من فعاليات المجتمع المدني و مهتمين بمجال البيئة، على خطورة الطريقة و التقنية المستعملة في استغلال و استخراج هذه المادة و التي تتم عن طريق التكسير الهيدروليكي. و في هذا الصدد اعتبر المشاركون أن هذه التقنية الحديثة التي استعملت في البداية بالولاياتالمتحدةالامريكية وبكندا وأوروبا، بدأت تظهر مخلفاتها و أصبحت تهدد مستقبل البشرية و البيئة بصفة عامة، حيث تسبب، خلال السنوات الأخيرة في الولاياتالمتحدة وكندا، في تلوث المياه الجوفية ومياه الشرب و في العديد من حالات تسرب الغاز الشيست من العديد من الحفر الهيدروليكية، أو نشاط التكسير بعد إغلاق الحفر. مضيفين أنه في فرنسا تعبأ ما يزيد عن 200 تجمع يمثلون المجتمع المدني لمناهضة استغلال هذه المادة الغازية المعتمدة على تقنية التكسير الهيدروليكي بعد أن تم الانتباه لخطورتها وتأثيراتها السلبية على طبقة الشيست والفرشة المائية، فضلا عن المواد السامة التي تستغل في استخراج هذه المادة باعتماد هذه التقنية. وركزت المتخصصة في مجال البيئة، "فرانسواز باستيد"، النائبة السابقة لعمدة كان بفرنسا، على المواد الكيماوية والمتفجرة المستعملة في استغلال هذه المادة الغازية و تأثيراتها السلبية على البيئة والصحة العمومية وكذا الفرشة المائية، مشيرة إلى البدائل الأخرى التي يمكن استغلالها لإنتاج طاقة نظيفة و مستدامة. و أكد من جهته عمر الزيدي، أن استغلال منبع لتوفير طن واحد أواثنين من الغاز يتطلب كمية كبيرة من المياه قد تصل إلى أزيد من 10 ألاف مترا مكعبا مشيرا إلى أن تسرب المواد الكيماوية السامة المستعملة في استخراج غاز الشيست (حوالي 437 مادة كيماوية) يهدد الفرشة المائية و النبات و تنتج عنها أمراض سرطانية. و يهدف هذا اللقاء المنظم بدعم من مجلس الجهة الشرقية و فعاليات المجتمع المدني بالخصوص، إلى تحسيس المواطن وتوعيته بالمخاطر الناجمة عن استغلال هذه المادة الغازية، وكذا الحرص على المامه بالشؤون البيئية المتعلقة بمحيطه البيئي و المرتبطة بحياته و مستقبله و بالأجيال القادمة.