منذ بداية العام الحالي بدأت الجالية الفلسطينية بولاية ماطو غروسو دوسول، حوارات ونقاشات من اجل بناء مؤسسة فلسطينية على مستوى الولاية، وشملت هذه النقاشات كل الفئات التي تتشكل منها الجالية فلم يتم استثناء ايا كان من اصحاب الراي والتوجهات السياسية كذلك تم دمج الشبيبة وخريجي الجامعات والتجار والطلاب والمرأة بهذه الحوارات والنقاشات التي بدأت بالفعل تعطي نتائج ايجابية، حيث اندمج حتى اللحظة اكثر من 90% من ابناء الجالية بالولاية بالعمل من اجل بناء مؤسسة جاليوية لكل الجالية وليست لطرف او فئة، وان ما يميز هذه الحوارات والنقاشات هي الشمولية التي طغت عليها، كما ان التباينات الموجودة بالساحة الفلسطينية لم تترك انعكاساتها على الجالية، حيث الكل متفق على بناء هذه المؤسسة التي سترى النور قريبا. خلال الايام او الاسابيع القادمة سيتم اختيار هيئة ادارية تحضيرية، تقع على مهمتها بناء هذه المؤسسة، وتكون فعليا موجودة، لها عنوانها، ومسجلة بالدوائر الرسمية ذات الاختصاص، ومنشورة بالجرائد الرسمية الحكومية، ولها رقمها الوطني وحسابها البنكي، وسيبدأ العمل من اجل بناء موقعها على الانترنت، ووضع برنامج ثقافي فني رياضي، مؤسسة تعيد الاعتبار للجالية الفلسطينية بكل معنى الكلمة، يقول نعمان خليل احد ابناء الجالية بكامبو غراندي: "اننا نعمل من اجل بناء مؤسسة نموذجية للجالية الفلسطينية" اما الدكتور جمال سالم فيقول: "الجاليه تريد ان تكون منظمه ولها مقام واحترام كبقيه الجاليات في الولايه -الاسبانيه البرتغاليه - وايضا من اجل العمل لربط الجاليه مع الوطن وإظهار قوه الجاليه امام المجتمع البرازيلي عندنا" كما ويقول منذر صفا: "ان ما يميز حركة الجالية وحواراتها، بانها ليست حوارات بين قوى او وجهات نظر سياسية او فكرية او ايديولوجية، فاعتقد ان سر نجاح الفكرة سيكون هنا" نعم اننا اليوم امام هذا التحدي الذي يفرض علينا مسؤوليات كبيرة وجمة، اننا اليوم بامس الحاجة الى مؤسسة فلسطينية تعمل لجاليتها اولا، وليس مؤسسة لخدمة سياسة محددة بالساحة الفلسطينية، فالمؤسسة التي تحافظ على مصالح الجالية وتدافع عنها بالتاكيد انها تقدم خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية. يبحث ابناء الجالية بالكيفية التي ستجري بها انتخابات الهيئة الادارية لهذه المؤسسة مستقبلا، فاكبر التجمعات الفلسطينية متواجدة بمدينة كورمبا على حدود بوليفيا، وثاني اكبر التجمعات متواجدة بمدينة كامبو غراندي عاصمة الولاية، علما ان الجالية الفلسطينية بالولاية متواجدة تقريبا بعشرة مدن، اصولهم من قرى كفرمالك وبيتين وعين يبرود وبيت لقيا وابو فلاح قضاء رام الله كذلك من قرية قريوت قضاء نابلس بالاضافة الى بعض اللاجئين من فلسطينالمحتلة عام 1948. الجالية ترى ان نشاط يوم التضامن 29/11 مع الشعب الفلسطيني سيكون نشاط مميز هذا العام، كما ترى ان بناء موقع للتجمع الفلسطيني بالولاية باسم المؤسسة الفلسطينية يعتبر اساسي، من اجل نشر تاريخ الهجرة الفلسطينية الى الولاية، ونشر الثقافة والعادات والتقاليد الفلسطينية، اضافة الى العلاقات التي تربط الجالية الفلسطينية بمحيطها البرازيلي على مدار ما يزيد على ستين عاما من التعايش، تاريخ سيكون بكل تأكيد افتخارا واعتزازا لكل فلسطيني. هذه الظاهرة حال نجاحها بالطريقة التي تسير بها، تؤشر انها ستمتد الى ولايات وتجمعات فلسطينية اخرى، لان الوضع العام للجاليات والتجمعات الفلسطينية لا يحتمل ان يستمر على ما هو، فالكل يؤكد ان الهيئات الادارية التي نتجت عن اخر مؤتمرين للجالية الفلسطينية بالبرازيل لم ياتيا الا بمزيدا من الخلافات والانشقاقات بوسط الجالية، والتي جاءت نتيجة سياسات مشبوهة وخدمة لاهداف شخصية وذاتية وفئوية، كان يسعى اصحابها لمواقع بسلطة اوسلو، وتمريرا لسياسات مشبوهة، كذلك الكيفية والطريقة التي تم اختيار بها حتى ممثلي الجاليات الفلسطينية بالبرازيل للمؤتمرين الاخيرين. ان احترام الاراء والاعتراف بتعددية المواقف السياسية هي بكل تاكيد تكون عاملا اساسيا لوحدة الجالية ونجاح توجهاتها، فالجالية بالولاية تعي ذلك، وهو على عكس التجمعات الاخرى التي ترى بالفصائل الفلسطينية غولا يحاول بلعها، حيث هذا التحريض جاء نتيجة سياسة تحريضية مارسها ومارستها سفارة فلسطين وانصار فتح بالبرازيل على مدار عقود ليضمنوا بها هيمنتهم وسيطرتهم على المؤسسات الفلسطينية بطرق التوائية، وهذا يذكرني بموقف لسفير فلسطين قبل ثلاثة سنوات عندما تحدثت معه من اجل تاسيس مركز اعلامي فلسطيني ياخذ على عاتقه طرح القضية الفلسطينية بالاعلام البرازيلي، حيث كان جوابه "اذا كانت هذه الفكرة لمصلحة حزبية فابشرك انها ستكون فاشلة" فهو رفض اصلا مناقشة الفكرة. يفترض علينا كفلسطينين ان نتجاوز مرحلة الانانية والتفرد، والتاكيد على مشاركة الجالية بكل توجهاتها وارائها وفئاتها من اجل مصلحة الجالية الفلسطينية، وان نترك المكاسب الفئوية جنبا، فالانجازات الحزبية هي تلك الانجازات التي تعمل وتجعل الجالية الفلسطينية مرتبطة بوطنها وبشعبها، ان وعي الجالية الفلسطينية اساسي بالمرحلة الحالية لفهم السياسة الفلسطينية، ومعرفة خطوات العدو الصهيوني ونشاطه الرامي الى طمس القضية الفلسطينية بالمجتمع البرازيلي واعلامه، حيث سيطرة الحركة الصهيونية على الاعلام البرازيلي، وقدراتها الاقتصادية قادرة على التاثير بالقرار السياسي البرازيلي الخاصة بالصراع العربي الصهيوني. نعم ان جاليتنا الفلسطينية لديها من الطاقات الكامنة اكبر بكثير من ان يتصوره عاقل، وان ما ينقصنا هو تنظيم هذه الجالية من خلال مؤسسات جاليوية يحترم بداخلها الانسان الفلسطيني برأيه وموقفه، بعيدة عن سياسة التطبيع، مؤسسات بفكر ومفاهيم جديدة بعيدة عن القديم بسياسته العفنه، واعود للتاكيد ان جاليتنا اقوى من كل اولئك الذين نشروا الاكاذيب ومارسوا سياسة التمويه ضدها، لان الحقائق لن تطمرها بالتراب الى الابد، فالتجمع الفلسطيني بولاية ماطو غروسو دو سول كل المؤشرات تقول انه سيكون الشرارة من اجل التغيير بالبرازيل على طريق اختيار قيادة مستقبلية للجالية الفلسطينية قبل نهاية هذا العام.