هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللوبي الإسرائيلي بأمريكا
نشر في أسيف يوم 16 - 09 - 2008

"العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لابد من معرفة الحقائق" كتبت هذه الجملة على غلاف دليل جديد لتعليم الشباب الأميركي كيف يدافع عن إسرائيل. ويعد اللوبي الصهيوني AIPAC ) اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة)، من بين اللوبيات الأكثر تأثيرا في السياسة العامة الخارجية الأمريكية، وذلك من خلال دوره الوازن في الجهازين التنفيذي والتشريعي، وكذا الإداري للولايات المتحدة الامريكية، من جهة ومن خلال تحكمه بمفردات الحوار السياسي المتعلق بإسرائيل،عبر وسائل الإعلام والسينما ودور النشر، التي تؤهله لتعبئة الرأي العام نحو طروحاته السياسية من جهة أخرى.1-التأثير على الفاعلين السياسيين: لاشك أن كل من يساهم في بلورة القرار العام, يعد فاعلا سياسيا، فالأحزاب، النقابات، اللوبيات...إلخ. تدخل ضمن دائرة الفاعلين السياسيين، سواء كان هؤلاء داخل الجهاز الحكومي أو خارجه، فالمشكل يكمن في تحديد الحدود الفاصلة بين الفاعلين الرسميين وغير الرسميين، أي أولئك الذين يتواجدون داخل الجهاز الحكومي وأولئك الذين يتواجدون خارجه.
فالفاعلين السياسيين –حسبVincent lemieux - ينقسمون إلى أربعة عينات كبرى، وهم المسؤولو، الوكلاء،المعنيين والخواص.فمثلا أعضاء اللوبيات والمتخصصين، في احتكاك دائم مع المسؤولين والوكلاء علما أن اللوبيات إلى جانب الخبراء ووسائل الإعلام،باعتبارهم يندرجون ضمن فئة المعنيين Les intéressés , هم فاعلون كثيروالحضور في مسلسل بروز السياسات العامة . ومادامت هذه الأخيرة تأتي كإجابة على المشاكل والمتطلبات (المدخلاتinput ) الوافدة على صانع القرار . وبالتالي ترتبط بالوضع الداخلي للدولة كما يمكن أن ترتبط بالوضع الخارجي لها. الذي يعد امتدادا لما هو داخلي. فالسياسة العامة الخارجية تدخل ضمن الوضعيات المندرجة في إطار العلاقات ما بين الدول مما يجعلها تتموضع داخل المحيط الخارجي, الذي يعتبر من طبيعة ما فوق مجتمعية extra-sociétale بالنسبة لنسق سياسي معين ,لذلك فإن السياسية العامة الخارجية تتحدد بطبيعة العلاقات الناظمة بين الفاعلين السياسيين المحليين من جانب وعلاقتهم بالفاعلين الخارجيين المعنيين بهذه السياسة, من جانب آخر.على هذه الأرضية تتأسس السياسة العامة الخارجية الولايات المتحدة الأمريكية, ويتأسس معها اللوبي الصهيوني في شخص اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة, التي اعتمدناها كنموذج في هذه الدراسة. ذلك أن هذا اللوبي الذي يعد امتدادا موضوعيا لليهود ونوعيا لإديولوجيتهم الصهيونية, أصبح قادرا, بفضل إمكانياته المعلوماتية والعلائقيةRelationnels والمالية, على توجيه القرار العام الخارجي الأمريكي, لما يخدم مصلحة إسرائيل وليس أمريكا. وهذا ما يتضح من خلال:مؤسسة الرئيس: الصلاحيات الدستورية و السياسية التي يتوفر عليها الرئيس في النظام الجمهوري الأمريكي, والتي تخوله لعب أدوار رئيسية في توجيه القرار العام الخارجي, جعلته عرضة لأنظار اللوبي الصهيوني, الذي يسعى إلى إغراق إسرائيل بالموارد المادية الأمريكية, عبر قناة السياسة العامة الخارجية. وهذا ما يتضح من خلال تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية, فالرئيس "ترومان" صرح أمام مجموعة من الدبلوماسيين سنة 1946 م قائلا"أيها السادة إني آسف ولكن علي أن استجيب لنداء مئات الآلاف من الناس, الذين ينتظرون انتصار الصهيونية, في حين ليس لي من بين منتخبي ألف عربي" وفي ذات السياق, أكد الوزير الإنجليزي "كليمنت اتلي" "لقد صيغت سياسة الولايات المتحدة في فلسطين تبعا للصوت اليهودي". وعلى نفس المنوال ذهب"ج.كنيدي" الذي حصل على 500.000 دولار من شخصيات يهودية كدعم لحملته الانتخابية, حينما قال في لقاء له مع "بن غوريون" سنة 1961 بنيويورك:"أعرف أنني فزت في الانتخابات بفضل أصوات اليهود الأمريكيين, إنني مدين لهم بهذا الفوز, إذن أشر علي بما يجب القيام به لصالح الشعب اليهودي".هذه التصريحات المعترفة بالوزن اليهودي المؤيد لإسرائيل, تحت يافطة. AIPAC هي التي دفعت الرئيس "جونسون" إلى تسليم طائرات الفانتوم لإسرائيل , ونفس الشيء قام به "نيكسون" الذي بعث ب45 طائرة فانتوم إضافية. و20 مدمرة من نوع سكايهوك لنفس الكيان. وفي سنة 1980 م انهزم الرئيس "كارتر" أمام "ريغن" لكونه قام ببيع طائرات حربية لمصر والسعودية, أما غريمه "ريغن" فقد فاز مقابل تخصيصه 600 مليون دولار كقروض عسكرية, لفائدة إسرائيل. والمثير للجدل أن AIPAC أصبح مهددا للمصلحة الوطنية الأمريكية لكونه يرتكز على المعطى الديني-الإثني, أكثر من استناده على المصلحة المشتركة, فقد صرح بهذا الصدد,"جولدمان" أحد النشطاء السابقين في اللوبي الصهيوني بما يلي:" اللوبي أصبح قوة مخربة بل عائقا أساسيا أمام السلام في الشرق الأوسط" وتأكيدا لهذا الكلام قال سيزور فا نس, أحد النشطاء البارزين في AIPAC "ولقد اقترح علينا "جولدمان" القضاء على اللوبي, ولكن الرئيس وكاتب الدولة أجابا بكونهما لا يملكان السلطة لفعل ذلك, وربما قد يؤدي ذلك إلى فتح الباب على مصراعيه أمام مناهضة السامية .نخلص مما سبق إلى أن نجاح أو إخفاق الرؤساء الأمريكيين يبقى مرهونا بأموال وأصوات اللوبي الصهيوني. وعلى هذا الأساس يمكن الجزم أن AIPAC قد حسم الدائرة القرارية الاولى, والتي هي الرئيس ومحيطه, كما هو الحال بشكل جلي, مع الرئيس بوش الابن. الذي يتواجد في دائرته الضيقة كل من "ريتشارد بيرل" و"بول ولفوويتز" و"دوغلاس فيث" وغيرهم, من الذين ينتمون للوبي الصهيوني , بل منهم من كان من مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بن يمين نتنياهو", مما يعني بالضرورة ديمومة الدعم المادي والسياسي لإسرائيل.*المؤسسة التشريعية: يستطيع المرء في الولايات المتحدة الأمريكية أن يتقدم للانتخابات البرلمانية. لكنه حتما لن يحقق النجاح ما لم تتوفر له الأموال الطائلة لتمويل حملته الانتخابية, من هذا الباب يتدخل AIPAC ليقدم الدعم المشروط, فيغرق المترشح للانتخابات بالأموال ووسائل , و تقنيات الدعاية والتشهير السياسيين.هذه الخطة تتكثف في اجتماعين أساسيين, يعقدهما AIPAC مع المرشحين,اجتماع قبل الفوز وفيه تقدم شروط الدعم والمساعدة و اجتماع بعد الفوز. وفيه يقدم برنامج AIPAC وطرق أجرأته.ورغم أن المؤسسة التشريعية, تحتل المرتبة الرابعة على صعيد الدائرة القرارية مما يحكم على دورها بالمحدودية, حيث لا تتدخل إلا في نهاية المسلسل القراري, وبالتالي تبقى تعديلاتها سطحية, إلا أنها بالنسبة لفاعلي AIPAC تعد بمثابة موردا أساسيا حيويا, لكون أهداف اللوبي أهدافا خارجية, يسهل على الكونغرس رفضها أو قبولها. دون أن يؤثر ذلك بشكل مباشر على الكتلة الناخبة.في هذا الاتجاه صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور فولبرايت. في مقابلة مع برنامج"أمام الأمة" الذي تبثه شبكة C.B.S. وذلك بتاريخ 7 أكتوبر 1973 م حيث قال:" إن الإسرائيليين يراقبون سياسة الكونغرس ومجلس الشيوخ, بل إن سبعين في المائة من زملائنا في مجلس الشيوخ, يتخذون مواقفهم تحت ضغط اللوبي" .وبعد هذا التصريح, وتحديدا في الانتخابات الموالية, فقد "فولبرايت"منصبه كعضو في مجلس الشيوخ, نتيجة لتحقيقه هذا.وفي كتاب"لقد تجرؤوا على الكلام" الصادر عن لورانس هير وشركاؤه سنة 1985, وصف "بول فين لي" العضو في الكونغرس الصهيوني الأمريكي لمدة 22 سنة .النشاط الحالي للوبي الصهيوني وكذا قوته, قائلا:"هذا فرع للحكومة الإسرائيلية يراقب الكونغرس ومجلس الشيوخ. ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية و البانطاكون(وزارة الدفاع) ووسائل الإعلام نفسها, إضافة إلى التأثير الذي يمارسه على الجامعات والكنائس".وفي سنة 1984 م ألغى مجلس النواب, بأغلبيةکكل تقنين للتبادل التجاري بين إسرائيل والولايات المتحدة, رغم سلبية التقرير الصادر عن وزارة التجارة وكافة النقابات.أكثر من هذا, استطاع النفوذ الإسرائيلي أن يصل إلى التقنوقراط العسكري,في شخص الأميرال الأمريكي "طوماس مورير" رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الأمريكية, الذي صرح سنة 1973 م. بخصوص علاقته مع الملحق العسكري الإسرائيلي "موردخاي غور" "طلب هذا الأخير من الولايات المتحدة الأمريكية طائرات حربية مزودة بصاروخ جد متطور يسمى مافريك" فرد عليه الأميرال"لا يمكنني أن أسلمكم هذه الطائرات, ليس لنا إلا سربا واحدا وقد أقسمنا أمام الكونغرس بأننا في حاجة إليها " فرد عليه "غور" "سلمنا الطائرات, أما فيما يخص الكونغرس, فأنا سأتكلف به" وهكذا يضيف الأميرال:"أرسل السرب الوحيد المجهز بمايفريك إلى إسرائيل"نخلص من كل ما سبق, إلى أن هناك سلطة أحادية الجانب pouvoir unilatéral في السياسة الخارجية الأمريكية, هي سلطة اللوبي الصهيوني, خاصة في الشق المتعلق بالشرق الأوسط.هذا التأثير المباشر الذي يستهدف المقررين السياسيين, الحكومة, البرلمان, والإدارة وخاصة التقنوقراط العسكري, يجد دعمه في القوة النوعية التي يتوفر عليها AIPAC والمتمثلة في سيطرة جل أعضائه على الملكية الخاصة أي الرأسمال المادي كالشركات والأبناك ووسائل الإعلام. وكذا وحدة رأسماله الرمزي. على مستوى المعتقدات الأساسية croyances fondamentales والتي تحدد من خلالها الأولويات المختارة من بين القيم الأساسية والتي تأتي من بعدها المعتقدات السياسية, التي يكون موضوعها العلاقات بين الفاعلين. لتمرير القيم الأساسية داخل قطاع السياسات المعنية. والتي هي السياسة الخارجية في حالتنا هاته, ثم بعد ذلك يأتي المستوى الثانوي وهو الذي يهم القرارات الاداتية والمعولمة الضرورية لتحقيق المعتقدات السياسية. على هذه الأرضية يلجأ AIPAC إلى تعبئة الرأي العام. كآلية للضغط غير المباشر على المقررين السياسيين .فالرأي العام هو القاعدة الخلفية التي غالبا ما تؤثر على صانع القرار العام. في الدول الديموقراطية. 2-تعبئة الرأي العام: يلعب الرأي العام في الدول الديمقراطية .دورا لا يستهان به, وذلك بسبب منطق المنافسات الانتخابية. فمن خلال الجدل العام وحملات الاتصال يمكن التأثير على صانع القرار العام بواسطة الدعاية العلانية, التي يتم تمريرها عبر وسائل الإعلام كالصحف والقنوات التلفزيونية. وكذلك توظيف دور النشر والسينما. فهذه الممارسات تبقى شيء أساسي وناجع في أسلوب التعبئة الذي تعتمده اللوبيات بشكل عام وAIPAC بشكل خاص, من أجل فرض أهدافها على المقررين الرئيسيين.فمن وراء استهدافه الرأي العام, يسعى AIPAC إلى خلق الاعتقاد لدى أغلب مكونات المجتمع بأن المسألة المرفوعة من طرفه, تهم الجميع. كتصوير المسلمين مثلا بأنهم خطر يهدد المسيحيين واليهود على السواء. وبالتالي تتم صياغة التحالفات على أساس معادلة صديق صديقي هو صديقي, وعدو عدوي هو صديقي.يبرز هذا المنطق بشكل قوي, بخصوص التحالف القائم اليوم بين صفوف الإدارة الأمريكية ذوي المرجعية اليمينية المحافظة واللوبي الصهيوني باعتباره تعبير عن النظام السياسي المتنفذ في إسرائيل.نفوذ AIPAC هذا جاء نتيجة للحرية الكبيرة التي تتمتع بها اللوبيات في الولايات المتحدة الأمريكية عكس فرنسا التي تعمل فيها بشكل غير متعين.ما يلفت الانتباه هو أنAIPAC ليس له لون سياسي واضح, حيث يمارس ضغوطه على كل من الحزبين. الجمهوري و الديمقراطي- رغم أن أوجه التلاقي الإيديولوجي بينهما أكثر من أوجه الاختلاف- نتيجة علاقاته الخاصة وتغلغله داخل أوساط الرأي العام.وقد توفرت له هذه الإمكانية, لكون القاعدة اليهودية التي يرتكز عليها تتشكل منها ممن يطلق عليهم اسم الصفوة من مجموع النخبة.و 25 بالمائة من صفوة الصحافة والنشر. وأكثر من 17 بالمائة من رؤساء المنظمات التطوعية والعامة, وأكثر من 15 بالمائة من المناصب الرسمية الهامة.وقد أورد "ستيفن شتاينلات"" stephen steinlight" المدير السابق للشؤون القومية باللجنة اليهودية الأمريكية"أن لليهود قوة سياسية لا تتناسب مع عددهم, وهي أعظم من قوة أي مجموعة عرقية أو ثقافية في أمريكا" ويضيف أن النفوذ الاقتصادي لليهود وقوتهم يتركزان بصورة غير متناسبة في هوليود والتلفزيون. وفي مجال الأخبار. ونفس الشيء أكده الكاتبان اليهوديان المعروفان"سيمور ليبست"و"إبرل راب" في كتابهما"اليهود والحال الأمريكي الجديد" المنشور سنة 1995 م, حيث قالا :"شكل اليهود خلال العقود الثلاثة الماضية P من أفضل 200 مثقف بالولايات المتحدة الأمريكية, 20 بالمائة من أساتذة الجامعات الرئيسية 40 بالمائة من الشركاء بالمكاتب القانونية الكبرى بنيويورك وواشنطن, 59 بالمائة من الكتاب المنتجين للخمسين فيلما سينمائيا التي حققت أكبر إيراد ما بين عامي 1965 –1982, و58 بالمائة من المديرين والكتاب والمنتجين لاثنين أو أكثر من المسلسلات بوقت الذروة التلفازية رغم أن اليهود لا يشكلون إلا 2 بالمائة من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الإمكانيات الجبارة يشكل بواسطتها اللوبي الصهيوني الرأي العام الأمريكي وفقا لمصالح إسرائيل.أما في فرنسا فاللوبي الصهيوني منتعش أساسا على صعيد وسائل الإعلام, وهذا ما أقر به الجنرال "شارل دغول" "يوجد في فرنسا لوبي قوي مؤيد لإسرائيل, يمارس تأثيره على الخصوص داخل الأوساط الإعلامية".فرابطة مناهضة الميز العنصري ومعاداة السامية تعد القوة الإعلامية الكبرى, التي يسيطر عليها الصهاينة, ذلك أن بإمكانها ضبط الرأي العام الفرنسي حسب هواها, لكون التلفزيون والإذاعة
والصحافة المكتوبة والسينما ودور النشر في يد اللوبي.هذه القوة الإعلامية تبرز من خلال الاهتمام الذي يوليه رؤساء فرنسا لها. فكل مرشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية وكيفما كان انتماؤه الحزبي من "ميشل روكار" إلى "جاك شيراك", مرورا ب"ميتران" إلا وقام بزيارة لإسرائيل للحصول على المساندة الإعلامية.وفي إطار بلورته للوقائع المناسبة لمصلحة إسرائيل, يلجأ هذا اللوبي بواسطة وسائل الإعلام, إلى تقديم تأويلات مشوهة للمعاني, مثلا تم اعتبار الاعتداء على ديبلوماسي إسرائيلي في لندن, إرهابا, رغم أن "تاتشر" أكدت أمام مجلس العموم, بأن منفذ الاعتداء لا ينتمي إلى منظمة التحرير الفلسطينية, أما اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان, وحصده لآلاف القتلى فتم اعتباره عملية للسلام في الخليل. وفي مايو 1990 م تم تدنيس مقابر روضة اليهود"بكاربتنراس", حيث إنتشل جثمان أحد الأموات ونقل إلى قبر آخر, وبعد ذلك وفي يوم 14 مايو 1990 م خرج إلى شوارع باريس ثمانين ألف متظاهر حسب مصادر الشرطة ومائتي ألف حسب المنظمين, وقد دقت نواقيس كنيسة"نوطردام" على شرفهم."لا يعلم في الحقيقة أي متظاهر بهوية مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء ! إذن تظاهروا ضد من,التحقيق وحده كان بإمكانه الكشف عن ذلك, لكنه لم يفعل " . هذه المظاهرة التي جيشها اللوبي الصهيوني, كانت بطبيعة الحال, لصالح اسرائيل, حيث رفرفت أعلامها ورموزها بكثافة فوق رؤوس المتظاهرين, وتصافح فيها"جورج مارشي" مع"فرونسوا ليوتار". رغم أنه لم يتم الكشف عن الجاني إلى يومنا هذا.مسألة معاداة السامية تعد الشعار القديم الجديد الذي يكسب به اللوبي الصهيوني الرأي العام, في أمريكا وفرنسا وغيرهما من الدول المتنفذ فيها. فيستخدم"الهولوكست". في كل ما يتعلق بإسرائيل, لوقف النقد السياسي وكبت النقاش, فالهولوكست يدعم الشعور بأن اليهود قوم محاصرون إلى الأبد, لا يمكن لهم إلا الاعتماد على النفس, لكي يدافعوا عن أنفسهم. فعادة ما تحل استثارة المعاناة التي تحملها اليهود تحت ظل الحكم النازي, محل النقاش المتزن, فيكون متوقعا أن يقتنع بذلك من لديه شك في شرعية السياسية الحالية للحكومة الإسرائيلية.وقد صرح بهذا الصدد"نورمان فنكلشتين" Norman finkelsten أستاذ العلوم السياسية بكلية هنتر hunter college التابعة city university of new york بما يلي "استثارة الهولكوست. خدعة تهدف إلى تحريم كل انتقاد لليهود –فعقيدة الهولكوست الراسخة بإضفائها البراءة التامة على اليهود- تعطي المناعة لإسرائيل ويهود أمريكا ضد النقد المشروع... لقد استغلت التنظيمات اليهودية هولكوست النازية لصد انتقاد اسرائيل وسياساتها التي لا يمكن أن يكون هناك دفاع أخلاقي عنها" .هذه المكانة التي يحتلها AIPAC جعلته يوجه تهمة معاداة السامية لكل من لا يشاطره نفس الآراء المؤيدة لإسرائيل. وما الحملات الإعلامية التي تعرض لها البروفسوران"ستيفن والت"من جامعة هارفرد و"جون ميرشايمر" من جامعة شيكاكو الامريكيتين, إثر عرضهما لورقة تقر بأن الدعم الامريكي لدولة إسرائيل يتناقض مع المصالح القومية الامريكية, ولا ينبع من اعتبارات أمريكية استراتيجية أو أخلاقية بل من تغلغل اللوبي الإسرائيلي في امريكا, إلا دليل على قوة هذا اللوبي, الذي جعل الدكتور"ستيفن والت"عميد كلية كنيدي للسياسة في جامعة هارفرد, أحد مقدمي هذه الورقة, يتعهد بتقديم استقالته اعتبارا من نهاية العام الدراسي 2006 . نستشف مما سبق ذكره,أن قوة اللوبي الصهيوني, ترجع إلى ملكيته الضخمة لوسائل الإنتاج, ونفوذه بالسينما والصحافة والراديو والحكومة والكونغرس.هذه القوة لا تتلخص فقط في AIPAC, (اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة ) لكونها مجرد جزء من الأجزاء في ظاهرة أكبر بكثير هي ظاهرة القوة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.بيد أن هذه القوة ليست مقتصرة على وسائل الإعلام والترفيه فحسب, فالمال اليهودي تركز تقليديا في القطاعات غير المنتجة, لا في الصناعات الثقيلة مثل صناعة الفولاذ والسيارات أو البناء. بل في المصاريف والتمويل والأسهم والمستندات والعملات الصعبة. وبعد أن فك الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ارتباط الدولار بالذهب عام 1973 م, ازدهر الرأس مال المضارب, مما دفع بالمصالح الصهيونية إلى الأمام, قطاعا بعد قطاع في الاقتصاد المعولم. وبالتالي أصبح هذا الرأسمال الصهيوني جزء عضوي من البنية الاقتصادية, الاجتماعية للرأسمال الإمبريالي, المالي المضارب والمرابي, أي الرأسمالية في عصر العولمة. لذلك فإسرائيل هي امتداد موضوعي ونوعي للبنية الرأسمالية العالمية وليست مجرد امتداد سياسي أو ظرفي في المنطقة.هذا الوزن الذي شهد تحولا نوعيا في المرحلة, يتضح من خلال أجرأة بعض المخططات الإستراتيجية في الشرق الأوسط, كاحتلال العراق والسعي الى تقسيمه, وكذلك ما يجري في السودان , خاصة أزمة دارفور و بوادر الصراع بين المسلمين والاقباط في مصر,وما قد يحدث في ليبياغدا...الخ , بعدما كانت بعض اللوبيات الصهيونية قد وضعتها في أجندتها. وهذا ما يتضح من خلال هذه التوصية التي أصدرتها المنظمة الصهيونية العالمية في القدس, أواخر عقد الثمانينات من القرن المنصرم."إن مصر كجسد مركزي أصبح جثة هامدة, خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الصراع الذي يزداد حدة بين المسلمين والمسيحيين, وتقسيمها إلى مقاطعات جغرافية مختلفة يجب أن يصبح هدفنا السياسي في التسعينات على الجبهة الغربية. وبمجرد تفكيك مصر وحرمانها من السلطة المركزية, ستعرف دول مثل ليبيا والسودان, ودول أخرى نائية نفس المصير.إن إنشاء دولة قبطية في مصر العليا وخلق كيانات جهوية ضعيفة الأهمية. يعتبر مفتاحا لتطوير تاريخي تأخر في الوقت الراهن, بسبب اتفاقية السلام, ولكنه آت حتما على المدى البعيد.ورغم ما يظهر, فإن الجبهة الغربية تمثل مشاكل أقل من تلك التي تمثلها الجبهة الشرقية. ثم تقسيم لبنان إلى خمسة مقاطعات يعد تجسيدا مسبقا لما سيحدث في العالم العربي برمته. كما إن تفجير سوريا والعراق إلى مناطق على أساس عرقي أو ديني, يجب أن يصبح على المدى البعيد هدفا أوليا بالنسبة لإسرائيل. والمرحلة الأولى لذلك هي تحطيم القدرة العسكرية لهذه الدول.إن البنيات العرقية لسوريا تعرضها لتفكيك قد يؤدي إلى إنشاء دولة شيعية على طول الساحل وإلى قيام دولة سنية في منطقة حلب ودولة أخرى في دمشق. وكيان درزي قد يتمنى تكوين دولة خاصة به- ربما فوق منطقتنا (الجولان) وعلى كل حال مع حوران وشمال الأردن... إن مثل هذه الدولة على المدى البعيد, قد يكون ضمانة للسلم والأمن في المنطقة إنه هدف في متناولنا.إن العراق كدولة غنية بالبترول وعرضة لمواجهات داخلية توجد على خط التسديد الإسرائيلي, ذلك أن تفكيكها يعتبر أكثر أهمية من تفكيك سوريا, لأن العراق تمثل على المدى القصير التهديد الأكثر جدية بالنسبة لإسرائيل.ُإنهيار التأثيرالصهيوني في أوروبا ، ليس بسبب تناقص أعداد اليهود فيها !جاء في تقرير معهد واشنطن الأمريكي المتخصص بالنزاع في الشرق الأوسط ، الذي يترأسه ، دينس روس " انّ عدد يهود أوروبا يتناقص من عامٍ الى آخر ، وانّ المجتمعات اليهودية الأوروبية آخذة بالإختفاء بسبب الهجرة والإنصهار في المجتمعات التي يعيشون بينها ، ولكونهم مجموعة سكانية مسنّة ، وأنّ مجموعات يهودية كثيرة ، في أوروبا ، يتوقع أن تتقلص ، أو حتى انّها ستختفي بالكامل ! " وأضاف التقرير ؛ انّ المجموعات اليهودية أخذت تضعف وتفقد قوة تأثيرها السياسي مقابل تصاعد قوة المهاجرين المسلمين . . " انّ ما أورده دنيس روس في تقريره البحثي ( الأمني ) ينطوي على عدّة مغالطات ديمغرافية وسياسية ، حيثُ ان ديمس روس السفير الأمريكي السابق ، ومبعوث السلام السابق أيضا ، خبير اللوبي الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط ، والباحث الرفيع المستوى بمعهد واشنطن، المتخصص بالصراع العربي الصهيوني ، يظهر حرصه على قوة الحركة الصهيونية في أوروبا ، ويعلن غيرته على فقدان تأثيرها في المجتمعات الأوروبية !السيد دينس روس ، بسبب حرصه واهتمامه الشديدين بهذا الجانب ، استعرض ، في الأيام القليلة الماضية ، مع ( أفينوعام بار يوسف ) مدير عام معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي ، التقرير المشار إليه الذي أعده معهد واشنطن للدراسات الشرق أوسطية ، ومن ثمّ تمَ وضعه على طاولة الحكومة الإسرائيلية بجلستها الماضية ، أي يوم الأحد في السادس من الشهر الجاري ، حسب ما جاء بصحيفة يدعوت أحرنوت بتاريخ 2 / 1 / 2008 ! . في ردها على الموضوع الذي أثاره ( أفينوعام بار يوسف ) في جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي ، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ، كما نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست الصهيونية « انّ الارتباط بين إسرائيل والدياسبورا مرتبط بحس التعرف على الهوية الإسرائيلية من قبل الجاليات اليهودية في الخارج » . وأضافت « نلاحظ ضعفا في هذا الشعور ، وتدهورا في الجاليات اليهودية في الخارج » مشيرة إلى أن ذلك ينطبق أيضاً على معرفة التاريخ اليهودي " .أولى المغالطات التي أوردها معهد ديمس روس الأمريكي تتعلق بتناقص أعداد اليهود في أوروبا ! التي ردّ أسبابها لأمور تتعلق بالهجرة والإنصهار ! وهنا ينبغي التأكيد أنّ أعداد اليهود في في أوروبا يشهد تزايداً مضطرداً بسبب الهجرة المعاكسة ، من ( اسرائيل ) الى الدول الأوروبية ، التي يمتلك اليهود جنسياتها ، ولهم فيها قيوداً وسجلات ووثائق مدنية ، تثبت ميلادهم أو ميلاد آبائهم أو أجدادهم فيها . انّ كلّ مَن يعيش في المدن الأوروبية ، بات يلاحظ تزايداً لأعداد اليهود في الشوارع والمحال التجارية والمرافق العامة .وبات من نافلة القول ، انّ الهجرة اليهودية تزايدت الى أوروبا مع اشتداد أعمال المقاومة في فلسطين إبان ذروة الإنتفاضة الثانية ، انتفاضة الأقصى ، بسب عدم استقرار الأوضاع السياسية وفقدان أجواء الأمن والإستقرار . من جهةٍ أخرى ، تناول تقرير دينس روس ، بشكل مقلوب ، تأثير حرب لبنان الثانية على اليهود في أوروبا ، حيثُ ذكر التقرير " انّ نتائج تلك الحرب كانت مخيبة لأمالهم . . واسدلت عليهم شعوراً من الهلع والقلق " . انّ ذكر هذا الجانب في سياق التقرير يوافق جانب من الحقيقة ، لكن الحقيقة الثابتة هي أنّ الهلع والفزع الذي أصاب الصهاينة في مستوطناتهم ، وفي المدن الفلسطينية المحتلة ، من جرّاء الضربات الصاروخية لحزب الله اللبناني ، في حرب تموز الماضية ، كانت من أهم الأسباب التي نشطت الهجرة المعاكسة من فلسطين الى أوروبا ! انّ أولى المغالطات السياسية التي استخدمها التقرير الأمريكي ، والتي دأبت المعاهد ومراكز الدراسات الأمريكية والصهيونية واليمينية الأوروبية ، في استخدامها هي في وصف الهجرة العربية والآسيوية والأفريقية بالهجرة الإسلامية ! إذ اننا كثيراً ما نسمع من هذه المراكز والمعاهد والمؤسسات البحثية عن تصاعد موجات هجرة المسلمين الى أوروبا ! وتمتنع تلك المراكز المعادية عن تحديد الوصف الحقيقي للمهاجرين العرب أو المهاجرين الأسياويين أو الأفارقة ، بهدف أن يستفز هذا التوصيف المجتمعات والحكومات الأوروبية ، ويستنهض فيهم روح العداء للجاليات العربية ، بسبب ما لحق بالمسلمين من اتهامات بالإرهاب ! من الجدير ذكره ، في هذا المجال ، أن الزيادة في أعداد الهجرة العربية ، في العقد الأخير ، جاء معظمها من العراق ، من مسيحييه ومسلميه ، بسبب الحرب الأمريكية العدوانية على هذا البلد العربي . أمّا اللاجئون العرب من المغرب العربي ، المقيمين في دول جنوب القارة الأوروبية ، فإنّ أعدادهم بالملايين ، ويرجع تاريخهم في أوروبا الى العهد الإستعماري الفرنسي ، بسبب تداعيات تلك الحقبة الإستعمارية ، وما خلفته من فقر وبؤس وبطالة ، فإنّ ظاهرة هجرة العرب المغاربة مازالت مستمرة ومتواصلة بوتائر متباينة .بلا شكّ ، انّ العقدين الأخيرين شكلا مرحلة متميزة للهجرة العربية الى أوروبا ، حيث شهدت تلك المرحلة تدفقاً واسعاً من موجات الهجرة العربية ، من الفلسطينيين والعراقيين وباقي العرب ، وقد حمل المهاجرون الجدد على عاتقهم مسؤولية المجابهة السياسية والإعلامية والثقافية للدوائر الصهيونية في الدول الأوروبية ، وهي الدوائر التي فقدت تأثيرها الفعلي في الشارع الأوروبي ، ولم تعد وسائلها التضليلية تنطلي على الأوروبيين ،
وخاصة على الأحزاب والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ، والحركات الشعبية الأوروبية المسيسة والمثقفة ، إذ انّ الإنفتاح الإعلامي المعاصر ، العابر للحدود ، وتطور وسائل التقنية والتكنولوجيا الإعلامية ، كشف للرأي العام الأوروبي مدى الهمجية والوحشية التي يتمتع بها الصهاينة ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وأضاء الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية الأخرى ، كما أظهرت الوسائل الإعلامية العابرة للحدود ، تضحيات الشعب الفلسطيني من أجل الإستقلال والحرية والعودة . وكان لحركة الجاليات الفلسطينية الدور المؤثر في محاصرة نشاط الدوائر الصهيونية في أوروبا ، واسقاطها عبر المسيرات الجماهيرية والتجمعات الواسعة ، في الشوارع والساحات البيضاء . حيثُ عقدت الجاليات الفلسطينية مع الأوروبيين التحالفات ، وأنشأت مئات اللجان التضامنية لمصلحة القضية الفلسطينية . انّ الحصار الذي ضربته الجاليات الفلسطينية ، على الدوائر الصهيونية ، في أوروبا ، هو الذي جعل الحكومة الصهيونية ، في تل أبيب ، تعيد تشكيل طواقم سفارتها ، والأجهزة الظلية المرتبطة بها في الدول الأوروبية لعدّة مرات ! بهدف مجابهة المتغيرات الجديدة في أوروبا .بكلّ تأكيد ، انتهى العصر الصهيوني في أوروبا ، لأنّ أجيالاً من الفلسطينيين وأجيالاً من العرب ولدوا في أوروبا ، ولم يروا أوطانهم ، لكنهم يموتون شوقاً للعودة الى فلسطين . كما أن تأثير اللوبي اليهودي لا يقتصرعلى الجانب السياسي فقط، وإنما هناك محاولات جادة من أجل أن يمتد هذا التأثير إلي قطاعات الشعب الأميركي، وبصفة خاصة الشباب أو طلاب الجامعات والمدارس الثانوية (High School). ومن بين الجهات التي تقوم بهذا الدور مشروع أكتب لأجل إسرائيل write on for Israel . وهو برنامج الدفاع الصحفي لطلاب الجامعات. ويعد المشروع أحد مشروعات صحيفة نيويورك جويش الأسبوعية The New York Jewish Week أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية. ويُمول مشروع أكتب لأجل إسرائيل بواسطة The AVI CHAI Foundation وهي – كما تُعرف نفسها- مؤسسة خاصة تأسست سنة 1984 علي يد زلمان سي برنستين Zalman C. Bernstein الذي تعهد ب تخليد الشعب اليهودي، والديانة اليهودية، ومركزية دولة إسرائيل إلى الشعب اليهودي . تعمل المؤسسة في الولايات المتحدة وإسرائيل وتنوي أن تمد نشاطها في كل الأماكن التي توجد بها كثافة سكانية يهودية كبيرة. وتقوم بتمويل 80 مشروعاً آخرين في الولايات المتحدة وإسرائيل والإتحاد السوفيتي السابق. ويهدف المشروع، كما يقول جاري روزنبلات Gary Rosenblatt محرر وناشر النيويورك جويش الأسبوعية The New York Jewish Week وأحد المسئولين عن المشروع، علينا تعليم طلاب المدارس الثانوية والجامعات حقائق الصراع الحالي في الشرق الأوسط . ومنحهم المعرفة التاريخية ومهارات الاتصال لجعل قضية إسرائيل فعالة، وليغرس فيهم الثقة الأخلاقية كي يصبحوا محامين فخورين عندما يذهبون إلى الكلية. ويبدو واضحاً أن المشروع يستهدف خلق مجموعة من المؤهلين للعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام بصفة عامة وذلك في إطار الدفاع المنظم عن إسرائيل وسياساتها داخل المجتمع الأميركي. ويضمن ذلك وجود كتاب صحفيين مؤهلين ينشرون في العديد من الصحف وأجهزة "الميديا" الأميركية. ولا شك أن التركيز على فئة طلاب الجامعات يمنح الفرصة لخلق كوادر شبابية مؤهلة خاصة إذا ما التحقت هذه الكوادر بالجامعات إذ ستقوم هذه الكوادر بدورها داخل جامعاتها وحتي بعد أن تخرج إلى الحياة العملية. ويختار المشروع 30 طالباً ينخرطون في برنامج تعليمي وتدريبي مكثف. وتركز الدورات التعليمية علي اليهود وتاريخ إسرائيل وحقائق وأساطير الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواجهة انحياز الصحافة وجعل قضية إسرائيل إلى أجهزة الإعلام وكيفية التعامل مع التحديات في الحرم الجامعي .يطلب من الطلاب المشاركين حضور سبع دورات دراسية أثناء السنة الأولى، والمشاركة في التكليفات التي تطلب بين هذه الدورات، والمشاركة في مهمة تقصي حقائق لمدة عشرة أيام إلى إسرائيل في نهاية السنة الأولي، وكذلك المشاركة في مشاريع الدفاع عن إسرائيل وزمالات التدريبية أثناء السنة الثانية. ويُتوج العمل الدراسي في السنة الأولي برحلة إلي إسرائيل تستغرق عشرة أيام وتشمل جولات موجّهة للمواقع التاريخية ولقاءات مع المسئولين والصحفيين الإسرائيليين. تعد هذا الرحلة الشيء المهم في البرنامج إذ يساعد – علي حد قول مسئولي المشروع- علي ترسيخ دروس الدفاع عن إسرائيل التي تلقاها الطلاب أثناء الدورات السبع التي عقدت في مركز Kraft بجامعة كولومبيا. ويتوفر المشروع على موقعه الإلكتروني الذي يتيح مصادر الحصول على المعلومات في أفرع الدراسة خاصة ما يتعلق بتاريخ إسرائيل وجغرافيتها، وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتطوراته على جميع الأصعدة المختلفة والأحداث والأخبار الجارية، وتحليلات وسائل الإعلام ، والملتيميديا وغالباً ما تكون هذه المواقع إسرائيلية رسمية أو يهودية أو أميركية يهودية تابعة لمنظمات اللوبي اليهودي. ومن بين هذه المواقع : موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وموقع جيش الدفاع الإسرائيلي ، موقع صحيفة جيروزاليم بوست ، صحيفة هآرتس و موقع اخبار اسرائيل ، جيروزاليم ريبورت و مركز القدس للشؤون العامة. بالإضافة إلي مواقع بعض الصحف اليهودية الأميركية مثل The New York Jewish Week www.thejewishweek.com ، وصحيفة وول ستريت جورنال www.opinionjournal.com .ومواقع بعض المنظمات اليهودية مثل : موقع منظمة Hille اليهودية www.hillel.org ، موقع منظمة Conceptwizard اليهودية www.conceptwizard.com ،موقع العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي www.science.co.il ،موقع المنظمة الأميركية الإسرائيلية www.us-israel.org ،موقع www.jewishvirtuallibrary.org ،موقع www.jsource.org ،موقع التاريخ اليهودي www.jewish-history.com ،موقع الوكالة اليهودية www.jewishagency.org وموقع خدمة الأخبار الدولية للشعب اليهودي www.jta.org وموقع دبكة الإسرائيلي www.debka.com ، وموقع www.israelinsider.com .، وغيرها . وتتسم عملية اختيار الطلاب بالدقة إذ أن المطلوب هو انتقاء عناصر لديها القدرة على الكتابة وترغب في العمل بالصحافة أو وسائل الإعلام عموماً، ويفضل بالطبع من له أي ارتباطات بإسرائيل وربما من تكون له مواقف مؤيدة وداعمة لسياساتها.في ضوء ذلك يُطلب ممن يريدون الالتحاق بالمشروع توضيح إذا ما كانوا يكتبون في الصحف المدرسية أو صحيفة المنطقة التي يعيشون فيها، كما يُطلب منهم توضيح إذا ما كانوا يخططون للالتحاق بالحياة الجامعية وما هي الكليات التي يرغبون في الالتحاق بها. ويُسأل الراغبون أيضاً عما إذا كانوا قد زاروا إسرائيل من قبل؟ وما إذا كانوا قد شاركوا في أنشطة مؤيدة لها سواء في طائفتهم أو مدرستهم أو في أي معبد يهودي ووصف هذه الأنشطة إذا ما وجدت. ويبدو اهتمام المشروع بآراء ووجهات نظر الطلاب الراغبين في الانضمام إليه من خلال مطالبتهم بكتابة مقالتين في حدود 500 كلمة عن بعض الموضوعات التي ترتبط بإسرائيل. وقد طلب منهم علي سبيل المثال أن يكتبوا في اثنين من الموضوعات الآتية: لماذا أريد الاشتراك في برنامج أكتب لأجل إسرائيل ؟ أجهزة الإعلام والشرق الأوسط: تحيز أم توازن؟ ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي؟ ما هي أكثر الكتب الذي تأثر بها في حياته؟ يخطط اتحاد الطلبة في مدرستك لدعوة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر لمناقشة كتابه الصادر بعنوان فلسطين. سلام لا فصل عنصري , Palestine: Peace not Apartheid. . اكتب خطاباً إلي صحيفة المدرسة تعارض فيه أو تؤيد قرار اتحاد الطلاب بدعوة الرئيس. إيران لا تشكل تهديداً وجودياً إلى دولة إسرائيل. هل توافق أم لا علي هذه الجملة؟ ويقوم بالتدريس في المشروع مجموعة متنوعة من المحاضرين ولكن تغلب عليهم صفة التأييد لإسرائيل وسياساتها. تشمل هذه المجمعة: كبار المثقفين، صحفيين محترفين، مسئولين إسرائيليين، ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي، طلبة كليات، مدراء تنفيذيين ومحترفين كبار آخرون. يتواجد مقر المشروع حاليا في نيويورك وشيكاغو وهناك بحث من أجل مده إلي أماكن إضافية . وقد شملت قائمة المتحدثين خبراء متخصصين في الموضوعات التي يتم تدريسها، من بينهم: جاسون جويرتز Jason Gewirtz، منتج ال CNBC وتحدث في موضوع أجهزة الإعلام والشرق الأوسط. تحيز أم توازن .وديفيد برنس David Prince، المسئول الصحفي ومدير راديو إسرائيل الوطني في قنصلية نيويورك، وتحدث في كيفية جعل قضية إسرائيل في أجهزة الإعلام.وإيدو أهاروني Ido Aharoni، مستشار أجهزة الإعلام والشؤون العامة في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وتحدث في موضوع : كيف تجعل وزارة الخارجية قضية إسرائيل في أجهزة الإعلام ؟.وجون دونفان John Donvan، مراسل ال ABC وتحدث في كيفية عمل تقارير من الجبهات الأمامية في الصراع العربي الإسرائيلي.وإلين جيرمان Ellen Germain، مسئولة سياسية في وزارة الخارجية الأميركية ومتخصصة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية.ودينس براجر Dennis Prager، مقدم برنامج تليفزيوني وأحد المدافعين الدفاع عن إسرائيل في الحرم الجامعي.وتال بن شاهار Tal Ben-Shahar، برنامج دافيد وتحدث عن فهم الصراع في الشرق الأوسط.وديفيد هاريس David Harris، المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية وتحدث عن أنماط الدفاع عن إسرائيل.وجوي لوي Joey Low، مؤسس منظمة إسرائيل في القلب ، وراعي البرنامج التليفزيوني الإسرائيلي الواسع النجاح The Ambassador .ويعقوب دلال Jacob Dallal، النائب السابق لرئيس مكتب الناطق بلسان قوات الدفاع الإسرائيلي للصحافة العالمية. وتحدث عن أجهزة الإعلام كمظهر للنزاع.وروبرت جولدبلوم Robert Goldblum، مدير تحرير صحيفة The Jewish Week وتحدث في موضوع : الصحافة 101 . كيف تكتب أخبار وقصص مميزة.ويتولي إدارة مشروع أكتب لأجل إسرائيل مجموعة من المتخصصين في العمل الإعلامي وفي مقدمتهم: ليندا سكيرزر LINDA SCHERZER والتي تمتلك خبرة عريضة بشئون الشرق الأوسط عموماً والصراع العربي الإسرائيلي خصوصاً اكتسبتها من عملها السابق كمراسلة للسي إن إن (CNN) وتلفزيون إسرائيل .غطت أخبار الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى، وحرب الخليج وعملية السلام في الشرق الأوسط. وكانت الوحيدة التي عملت كمراسلة على الهواء للبرنامج الإخباري العبري في تلفزيون إسرائيل Mabat . سافرت إلى دمشق مرتين لعمل تقارير عن الاتجاهات السورية نحو عملية السلام. قدمت فيلماً وثائقياً مدته ساعة جاء بعنوان من خلال عيون الأعداء : هل الشرق الأوسط جاهز للسلام واستكشف الرأي في الأردن وسوريا ولبنان ومصر نحو إسرائيل. حصلت على جوائز عديدة من جهات إعلاميوالإعلام،تعمل اليوم كمستشار للعلاقات العامة والإعلام، وتقدم النصح للمجتمع اليهودي بشأن كيفية مواجهة الصور الإعلامية السلبية عن إسرائيل. وجاري روزنبلات GARY ROSENBLATT المدير المؤسس محرر وناشر أسبوعية النيويورك جويش The Jewish Week of New York أكبر الصحف اليهودية في الولايات المتحدة. وقبل مجيئه إلى نيويورك في 1993, كان روزنبلات محرر صحيفة البالتيمور جويش تايمز The Baltimore Jewish Times لمدة 19 عاماً .يرأس صندوق الصحافة الاستقصائية اليهودي The Jewish Investigative Journalism Fund .فاز بجوائز كثيرة عن كتاباته من منظمات علمانية ويهودية.شاركت تحليلاته في مركز سايمون ويسنتال The Simon Wiesenthal Center في لوس أنجلوس في المرحلة النهائية لجائزة بوليتزر The Pulitzer Prize في فئة التقارير الخاصة في 1985. ويوتاف الياش YOTAV ELIACH وكان مربياً ومديراً في مدارس ياشيفا الدينية اليهودية العليا Yeshiva High Schools لأكثر من 26 عاماً. منذ سنة 2000 كان مدير مدرسة رمبام ميسفتا العليا Rambam Mesivta High School في لورنس ونيويورك . في الفترة من 1978 إلى سنة 1979 كان المدير الإقليمي لقسم طلاب الكليات في مؤسسة الشباب الصهيوني الأميركي لمنطقة مترو نيويورك New York Metro Area . قام بالتنسيق بين الأنشطة المؤيدة لإسرائيل في 30 حرم جامعي. خدم كمتطوع في الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود الإسرائيلي. يحاضر في الموضوعات التي تتعلق
بإسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي والهولوكوست.وتحت عنوان "دليل الدفاع 101" أصدر المشروع كتاباً جاءت الجملة التالية علي غلافه: العاطفة وحدها لا تكفي ولكن لابد من معرفة الحقائق . وضع الكتاب الذي يعد حسب المشروع دليل الدفاع الوحيد عن إسرائيل مجموعة من الطلاب ليكون بمنزلة دليل لتحقيق الهدف المنشود. إعداد:شيماء جيراب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.