تعرض الزميل عبد الإله سخير، الصحافي بأسبوعية "الحياة الجديدة"، مساء يوم السبت 29 يناير 2011، لاعتداء شنيع من طرف عناصر كانت تمتطي سيارة، على بعد بضعة أمتار من مسكنه بالدارالبيضاء بحي مولاي رشيد، نُقل على إثره إلى المستشفى، حيث خضع للعلاج وأجريت له عملية رتق للجرح الغائر الذي تعرض له في رأسه. ففي حدود الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت، وبينما كان الزميل سخير متوجها إلى منزله، بعدما نزل من سيارة الأجرة، سالكا نفس المسار الذي يأخذه كل يوم، فوجئ بضربة من الخلف على مستوى رقبته وبين كتفيه بواسطة آلة قوية. وبمجرد ما استدار، باغته أحد المعتدين برشه، من خلال أنبوب، بمادة غازية أفقدته توازنه، حيث سقط أرضا، فانهال عليه، بعد ذلك، المعتدون الثلاثة بالضرب القوي الذي كان يتم تركيزه على مستوى الجمجمة والوجه. وبعد انتباه بعض المارة إلى ما يقع في ذلك الزقاق المظلم، بفعل صراخ الزميل سخير جراء الضربات القوية، اضطر المعتدون إلى إنهاء مهمتهم والرجوع إلى السيارة التي بقي فيها العنصر الرابع (السائق) مرابضا أمام المقود، في انتظار أن ينهي "زملاؤه" مهمتهم. امتطى الثلاثة السيارة التي ظل محركها مشتغلا وأبوابها مفتوحة، وانطلقت بسرعة فائقة، ليلوذ الجميع بالفرار. السيارة التي كان يمتطيها المعتدون من نوع سياط، وزرقاء اللون، وتستعمل زجاجا غير شفاف، كما أفاد بذلك بعض المارة الذين عاينوا هروب المعتدين. وتمكن أحد المارة من التقاط جزء من رقمها، وهو الحرف أ والرقم 72. وأفاد أحد الشهود بأن السيارة كانت مرابضة في مكانها مدة من الزمن قبل مرور الزميل سخير. وبمجرد ما مر بالقرب منها باغته المعتدون. ومباشرة بعد خضوع الزميل سخير للإسعاف وعملية الرتق، بمستشفى سيدي عثمان، أدلى لشرطة المداومة، التي عاينت الإصابات التي خلفها الاعتداء على جسده، بإفاداته حول هذه الجريمة الشنعاء. ومازال الزميل سخير يتتبع العلاج، حيث نصحه الأطباء بالخضوع للمراقبة الطبية واستكمال الفحوصات المعمقة بالأشعة للتأكد من مستوى الإصابات. وكان الزميل سخير عائدا لتوه من مدينة الرباط، حيث تسلم جائزة التميز في التحقيق الصحافي، التي يمنحها مركز ابن رشد ومنظمة "بريس ناو"، والتي كان فاز بها، قبل أسابيع، عن تحقيق أنجزه حول مخيم "أكديم إيزيك"، نُشر تحت عنوان "نزوح جماعي اتخذ شكل عصيان مدني وتطورات الأحداث مفتوحة على كل الاحتمالات"، بالعدد 113 من "الحياة الجديدة" (29 أكتوبر/ 4 نونبر 2010). كما وقع بالعدد الأخير، الصادر يوم الجمعة 28 يناير 2011، مادتين صحافيتين؛ الأولى بعنوان "المغرب يقترح على البوليساريو إلحاق مقاتليها بعناصر القوات المسلحة الملكية: تفاصيل خامس جولة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو"، والثانية بعنوان "خارطة الاحتجاجات بالمغرب: اتسعت في السنوات العشر الأخيرة وحركتها الأوضاع الاجتماعية"، وكان يعد مواد واستجوابات للعدد القادم. إن أسبوعية "الحياة الجديدة"، إذ تندد بهذا الاعتداء الهمجي الذي تعرض إليه زميلنا عبد الإله سخير، والذي كاد يودي بحياته، تطالب المصالح الأمنية والقضائية بتحمل كامل مسؤولياتها في فتح تحقيق سريع ومعمق، من أجل الوصول إلى المعتدين ومعرفة الجهات التي تقف وراء هذا الاعتداء الشنيع، وتقديم الجميع إلى العدالة. "الحياة الجديدة" الدارالبيضاء في 30 يناير 2011